يتوقع مصدر ديبلوماسي عربي بارز، أن يجتمع سفراء اللجنة الخماسية في بيروت السبت المقبل أو الاثنين في اندفاعة متجددة سعياً لإخراج الملف الرئاسي من جموده، وانتخاب رئيس للبنان في سياق عملية لانتشال البلد من أزمته العميقة.
ويقول المصدر لـ”صوت بيروت إنترناشونال”، انه حتى الآن لم يتم التوصل الى اختراق ما في ملف الرئاسة لتنطلق منه المساعي المتجددة، ولم يتم التوافق على أمر ما، لا سيما ما يتصل بشكل الحوار المطلوب دولياً من اللبنانيين أو المباحثات حول الحل لهذه المسألة. انما المساعي متصلة تحديداً بما يمكن فعله في هذه المرحلة الدقيقة المحيطة بلبنان. اذ ان هناك اعتقاد لدى بعض دول الخماسية ان الحرب على غزة لن تتوقف في الوقت الحاضر وقد تطول زمنياً، وان مستوى التدهور في لبنان لا يزال مضبوطاً، ولماذا لا يتم التفكير بحل الأزمة الرئاسية.
وبالتالي، يشير المصدر، الى ان اجتماع سفراء الخماسية المرتقب سيتضمن إحاطة لكل من السفيرين السعودي وليد البخاري والفرنسي هيرفيه ماكرو حول ما تم بحثه والتفاهم حوله، في لقاء الموفد الرئاسي الفرنسي للحل في لبنان جان إيڤ لودريان، ومسؤول ملف لبنان لدى القيادة السعودية السفير نزار العلولا الذي انعقد في الرياض الاسبوع الماضي. كما ان السفراء الآخرين الأميركية والمصري والقطري سيقدمون المعطيات التي في حوزتهم حول آخر اتصالاتهم وقراءاتهم لتطور هذا الملف. وسيحصل تقييم للموقف وما اذا ستتخذ خطوات ما أم لا أو جولات ولقاءات وكيفية حصول ذلك وعلى أي أساس. وسيتحدد ذلك بالتفاصيل، فضلاً عن ما اذا الأجواء مؤاتية لحل الملف بالنسبة الى تقييم السفراء.
بعض السفراء يعتبرون انه ليس من المنطقي ربط ملف الرئاسة بالوضع الاقليمي الى ما لا نهاية، ولا بد من حصول اختراق نتيجة المساعي ونتيجة وعي الأطراف اللبنانية لمصلحة بلدهم.
وعلى وقع التحضيرات لانعقاد اجتماع “الخماسية”، يزور بيروت في هذه الأثناء الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي يستطلع الوضع اللبناني ليس فقط لناحية العدوان الاسرائيلي، بل أيضاً لناحية الوضع الداخلي بدءاً بالدعوة الى انتخاب رئيس وفصل ملف غزة عن الاستحقاقات الدستورية الداخلية، تجنباً لمزيد من التحلل في مؤسسات الدولة في رسالة أوروبية واضحة الى المسؤولين اللبنانيين.
هذا بالإضافة الى رسالة أخرى يحملها بضرورة ان يساهم لبنان في انضباط الوضع على الحدود وعدم اللجوء الى ما قد يؤدي الى انزلاق الوضع الى حرب شاملة مع عودة الحديث الاسرائيلي المتطرف الى لغة الحرب الوشيكة على لبنان. لذلك يشدد على الحل الديبلوماسي للجنوب وتنفيذ القرار ١٧٠١.