الأحد 19 رجب 1446 ﻫ - 19 يناير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

كيف تفسر مصادر ديبلوماسية كلام مسعد بولس عن موعد انتخاب الرئيس؟

على الرغم من استغراب رئيس المجلس النيابي نبيه بري ما قاله مستشار الرئيس الأميركي الجديد لشؤون الشرق الأوسط الدكتور مسعد بولس حول موعد انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية في لبنان، فإن موقف الأخير لا زال يلقي بظلاله على حركة الأفرقاء في الداخل وعلى التموضعات المنتظرة، وعلى التوقعات من جلسة المجلس النيابي لانتخاب الرئيس في التاسع من كانون الثاني المقبل. الإدارة الأميركية الحالية تقول أنها تنتظر من لبنان انتخاب رئيس. فيما الإدارة التي ستتسلم الحكم في ٢٠ كانون الثاني، تقول أن من انتظر سنتين يمكنه الانتظار أشهراً قليلة لانتخاب رئيس.

فما المقصود بالانتظار شهرين أو ثلاثة وما تفسيره؟ وما الثوابت في التعامل مع ملف الرئاسة من جهة لدى إدارة ترامب، ومع موضوع لبنان ككل من جهة ثانية؟
يقول مصدر ديبلوماسي بارز ل”صوت بيروت إنترناشونال” أن الثوابت لدى إدارة ترامب، والتي بدأت تتظهر حيال الوضع اللبناني تؤكد على ما يلي:

-أن الرئيسين أي رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة التي ستتشكل بعد الانتخابات الرئاسية يجب أن ينبثقا من جو واحد أي جو سيادي لبناني توافقي. وبعد الآن ليس هناك من مكان لرئيس من جو معين ورئيس حكومة من جو آخر. بل على الاثنين أن يجسدا مساراً واحداً ويبلورا معاً عملاً سياسياً متناغماً يؤدي إلى بسط سلطة الدولة على أراضيها بالكامل، وعلى حدودها البرية والبحرية والجوية، وعلى معالجة ملف السلاح غير الشرعي استناداً إلى القرار ١٧٠١، واتفاق الطائف والدستور اللبناني.

وفي هذا الإطار، هناك سيناريو قد يبدو مقبولاً من كل الأطراف أو يجري العمل لتسويقه، وهو إذا كان رئيس الجمهورية سيأتي من خلفية اقتصادية مستقلة سيادية، يأتي رئيس الحكومة من “خلفية عسكرية”، وهنا يقصد الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، لاسيما وأن دولاً عربية محورية تتحدث عنه. أما إذا انتخب رئيس الجمهورية من خلفية عسكرية، عندها يكون رئيس الحكومة من خلفية اقتصادية. مع أن هناك من لا يحبذ رئيس الجمهورية “العسكري” ليس لسبب شخصي، إنما لأسباب متصلة بضرورة أن يكون “العسكري” في منصبه في حالة قائد الجيش العماد جوزف عون، لأن مكانه ضبط الوضع الأمني، واجتياز التحديات المتصلة بالسلاح غير الشرعي. مع أن اسمه مطروح بقوة للرئاسة. ويشير المصدر، أن دولاً عربية فاعلة هي مع وجود قائد “القوات” سمير جعجع على رأس الدولة. في حين أن جعجع يقبل بطرح معين يرضى عنه هو، والدول العربية الفاعلة.

-إن تفسير كلام بولس، يعني أن إدارته، تفضل أن لا يصار إلى انتخاب رئيس في لبنان قبل تسلم ترامب الحكم في الولايات المتحدة. وبالتالي، لا تريد إدارة ترامب أن يتم فرض رئيس على لبنان قبل تسلمها، على غرار ما حصل عندما تم فرض الرئيس ميشال عون على إدارة باراك أوباما.

-الأمر الثالث والأكثر أهمية بالنسبة إلى إدارة ترامب، هو التطبيع اللبناني الكامل مع إسرائيل. وبالتالي، أي رئيس جمهورية وحكومة يجب أن يتسلما مهمتهما في لبنان على أعتاب تطبيع مع إسرائيل، وهي مرحلة يجب أن تكمل مسار اتفاق وقف النار وروحيته من جهة، وتتكامل مع “الانفتاح” و”المسؤولية” التي اتخذها المعنيون على عاتقهم في عملية وقف النار وتنفيذ ال١٧٠١، من جهة ثانية. الأمر الذي، في رأي إدارة ترامب، يرسي معطيات جديدة ستفرض نفسها على المسؤولين اللبنانيين أو على الذين سيتسلمون المسؤولية، وتفتح الباب لإحراز تقدم جوهري في هذا المجال لن تكون بعيدة عنه المنطقة العربية برمتها.