الخميس 16 رجب 1446 ﻫ - 16 يناير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

كيف ستصبح التموضعات الرئاسية بعد موقف جنبلاط؟

وضع الزعيم وليد جنبلاط حجر الأساس أمام الجميع للتمهيد أمام قائد الجيش العماد جوزف عون للدخول إلى قصر بعبدا، من خلال موقفه وموقف كتلته تأييده له أمس. فكيف ستسلك بقية الكتل النيابية إزاء هذه البوصلة والتي لا يستبعد ان تكون قريبة من كلمة سر خارجية، إذا كان هناك إصرار على انعقاد جلسة 9 كانون الثاني.

وتستمر الحركة الداخلية بين مختلف الأفرقاء من أجل جوجلة الأسماء المحتملة لرئاسة الجمهورية، مع اقتراب موعد جلسة مجلس النواب المخصصة للانتخاب في التاسع من كانون الثاني المقبل.

اذ تشير مصادر سياسية قريبة من المعارضة إلى أن عاملاً أساسياً من شأنه أن يفرض نفسه على كل الاتصالات، وهو حصول إجماع على إسم شخصية معينة بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، مشابه لما حصل سابقاً بالنسبة إلى المرشح السابق الدكتور جهاد أزعور. ويمكن لهذا الإجماع أن يوفر ٦٥ صوتاً.
وأوضحت المصادر، أن لا “ڤيتوات” على الأسماء “المدنية” التي تطرح، في حين أن أسماء “عسكرية” ما لا تزال تواجه صعوبات، لا تعود إلى كفاءاتهم وشخصيتهم، بل إلى المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان في سياق التطورات في المنطقة الحاصلة والتي ستُقبل عليها قريباً.

وتؤكد المصادر، أن البحث حالياً جارٍ عن مواصفات بغض النظر عن الاسم، والاسم يأتي لاحقاً. وهي تكمن بالالتزام بتنفيذ القرارات الدولية، وأن تكون نظيفة الكف والسيرة أساسية. وهناك رفض لرئيس “يساير”، بعدما قام المجتمع الدولي بدوره وأعاد التأكيد على أن لا سلاح خارج الشرعية، وليس فقط في منطقة معينة، بل في كل لبنان. ثم أن هناك مراقبة دولية على ذلك، وكذلك نية ورغبة دوليتان بالمساعدة بطريقة جدية، الأمر الذي يتطلب رئيساً يتمتع بموقف واضح.

وتقول المصادر، أنه بنهاية هذا الأسبوع سيتضح مسار الأمور واتجاهاتها بعد اللقاءات التي تمت وستتم خلال الساعات والأيام المقبلة.

هناك معضلة أساسية بالنسبة إلى توسيع فريق المعارضة كأعداد نيابية، وهي كون أن معظم “الوسطيين” لم تتظهر لديهم مفاعيل كل هذا التغيير الذي حصل في لبنان، وبالتالي لم يخرجوا بعد عن مواقفهم التي كانت تقليدية. ومن هم في الوسط لا يحسمون موقفهم. إنما يمكن للحوار بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس “القوات” أن يوضح الاصطفافات التي سيتبعها الوسطيون، والذين مبدئياً يرجحون الكفة. ويكاد يعتبر المراقبون أن الحوار بين المعارضة وبري أسهل من الحوار بين المعارضة والوسطيين.

وتكشف المصادر، أن هناك خلف الكواليس، فكرتان مطروحتان بين الأفرقاء. وهما: إما تأجيل محدود زمنيا لجلسة التاسع من كانون الثاني قد يكون لأيام، هدفه مزيد من الاتصالات للتوافق على شخصية مناسبة خصوصاً وأن عين واشنطن على هذا الاستحقاق ومن سيصل إلى قصر بعبدا، ودلالات ذلك لناحية التوجه الدولي الجديد. أو الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة. ومن غير الواضح فعلياً الالتزام بذلك خصوصاً وأن هناك ضغوطاً كبيرة وشديدة على لبنان لإنهاء الاستحقاق الرئاسي بالشكل المطلوب وبسرعة نظراً للتحديات الداخلية والخارجية.

ثمة رهان كبير على أنه من الآن وحتى أيام معدودة ستتكشف أمور كثيرة، وهي بدورها ستحدد اتجاهات ملف الرئاسة. والاتصالات أيضاً ستمهد بعد حل مسألة اسم الرئيس إلى الدخول في مرحلة اسم رئيس الحكومة، الذي يفترض أن يعمل جنباً إلى جنب مع الرئيس العتيد.