لا تعتقد مصادر ديبلوماسية بارزة، أن هناك من مستجدات طرأت على الداخل اللبناني ستعيد العمل الجدي لانتخاب رئيس للجمهورية.
فدعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري المكررة الى الحوار لانتخاب رئيس، قابلها موقف قواتي من الدكتور سمير جعجع في ذكرى شهداء القوات وضع النقاط على الحروف رافضاً مثل هذا الحوار المطروح ومعلناً ما يشبه الخارطة طريق لإخراج لبنان من محنته وانهياره المستمرين. هذا فضلاً عن عوامل عديدة في مقدمها رفض “حزب الله” للحوار الفعلي، كل ذلك يجعل استبعاد ان تنتج الحركة الديبلوماسية التي يستأنفها بعض سفراء اللجنة الخماسية الدولية أي حل عملي وواقعي لملف الرئاسة لا سيما وأن الحرب الاسرائيلية على غزة مستمرة ويستمر معها ربط لبنان واستحقاقاته بها.
وأكدت المصادر ل”صوت بيروت انترناشيونال” ان الفريق الممانع لطريقة الحوار التي يدعو اليها الرئيس بري، يعتبر ان الدعوة غير دستورية، وانها تفتقر الى الضمانات بوصول رئيس يرضى عنه كافة الأفرقاء اللبنانيين. الأمر الذي يجعل المأزق الرئاسي مستمراً، لا سيما وان إمكانات التلاقي بين الأفرقاء على نقاط وسطية غير ممكنة حتى الساعة. اللجنة الخماسية ستعاود بذل الجهود لحض الأطراف اللبنانيين على عدم القبول بالفراغ الرئاسي، وبضرورة وضع لبنان على سكة الانقاذ، وذلك بعيد حصول اتصالات دولية-عربية حول لبنان لمناسبة التمديد ل”اليونفيل“ والسعي لإخراج لبنان من وضعه المأساوي.
“الخماسية”، وفقاً للمصادر، تريد دائماً ان يكون هناك رئيس للبنان، وتعتبر ان الأفرقاء اللبنانيين هم المسؤولون عن مستقبل بلدهم والقرار في يدهم، وهي تتحرك حالياً بعد ما عاد السفراء من اجازاتهم الصيفية، علّ تلك الحركة تنتج رئيساً خلال شهر أيلول الحالي.
وأوضحت المصادر، انه في خضم الظروف الداخلية والاقليمية الراهنة، لا شيء يمكن ان يؤدي الى وجود رئيس في قصر بعبدا، سوى تفاهم أميركي-ايراني في إطار التفاوض الحاصل بينهما، وان حصول اختراق في هذا المجال بشكل فجائي سيؤدي الى حل الموضوع الرئاسي.
وتعدد المصادر المطلعة على تحضيرات سفراء “الخماسية” للبدء في تحركهم،انعكاسات الحرب الاسرائيلية على لبنان بالنسبة الى مساندة غزة، بأن ذلك لم يؤدِّ الى وقف الحرب على الفلسطينيين لا بل توسع في اتجاه الضفة الغربية. ذلك، ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا يريد إنهاء الحرب. ثم إلحاق مزيد من الدمار والقتل والخراب للمناطق اللبنانية، وتخريب الموسم السياحي الذي عقد عليه اللبنانيون آمالاً اقتصادية. هذا فضلاً عن تحلل المؤسسات والهجرة للشباب. ولا تنسى المصادر، مقتل المئات من كوادر “حزب الله”، وسحب صواريخه من الجنوب كما أعلن الحزب، فضلاً عن الردود على الاغتيالات بشكل منسق إيرانياً مع واشنطن، وان بطريقة غير مباشرة،والرسائل التي يحملها ذلك.