جندي من الجيش اللبناني يقف بالقرب من مركبات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) في مرجعيون (رويترز)
بعد قرار مجلس الوزراء، يقدم لبنان طلبه للتمديد سنة إضافية للقوة الدولية العاملة في الجنوب “اليونفيل” إلى الأمم المتحدة قريباً، وفي تموز كحد أقصى، بحيث يكون هناك متسعًا من الوقت أمام مجلس الأمن والدول الكبرى المعنية دراسة الموضوع لا سيما، وأن لبنان متمسك جداً بالتجديد لولاية هذه القوة نظراً لما تمثله من دعم للاستقرار في الجنوب وعلى الحدود بين لبنان وإسرائيل، ودورها في مراقبة الوضع الميداني، ومساعدة الجيش في المهمات الملقاة على عاتقه في تنفيذ القرار 1701.
ويعود لمجلس الأمن الدولي اتخاذ القرار المناسب. وعادة ما يتم التجديد لهذه القوة بطريقة روتينية تقنية. لكن هذه السنة هناك قلق من دخول إسرائيلي على الخط يعرقل هذه العملية، أو يغير من شروطها لناحية التشدد أكثر في دورها. إنما مصادر ديبلوماسية رفيعة لـ”صوت بيروت إنترناشونال”، أكدت أنه حتى الآن لم يتبلغ لبنان عن وجود عراقيل ما أو عقبات، وليس واضحًا بعد ما إذا ستحصل أية عراقيل خلال شهر آب المقبل أي قبل أسابيع قليلة على التمديد لها بقرار جديد عن مجلس الأمن نهاية آب.
لكن لماذا القلق من احتمال وجود عقبات أمام التجديد أو تغيير شروطه؟
تقول مصادر ديبلوماسية غربية واسعة الاطلاع، أن إسرائيل تعمل لعدم التجديد لـ”اليونيفيل”. وهي تعتبر أنها لزوم ما لا يلزم، وتتذرع بعدم قدرتها على ضبط الاستقرار، وعدم جدوى أدائها في ظل الخنادق تحت الأرض التي أقامها “حزب الله”، طوال السنوات الماضية، بعد صدور القرار 1701 في العام 2006. وكذلك في ظل استمرار “حزب الله” سابقاً في تعزيز منظومته التسلحية. كما أنه على المدى البعيد، وفي حال تمت فكرة الاتفاقات الإبراهيمية بين الدول العربية وإسرائيل كما تعمل الإدارة الأميركية لمصلحة ذلك، فلا لزوم لهذه القوة، لأن أجواء السلام بين البلدين لبنان وإسرائيل في هذه الحالة ستحل محل المراقبة الأممية للحدود والاعتداءات والخروقات التي ستنعدم في ظل السلم. وبالتالي، من يعمل على فكرة السلام، يستبعد في مرحلة ما، إبقاء قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام وتصبح القوات الشرعية التابعة للبلدين مولجة بالاهتمام بالاستقرار على الحدود.
وعلى خطٍ موازٍ لعدم رغبة إسرائيل بالابقاء على “اليونيفيل” هناك الأهالي والذين يقف خلفهم “حزب الله”، هؤلاء أيضاً لا يرغبون بوجود “اليونيفيل” ووجودها دائما يشكل “حساسية” لهم، وازدادت هذه الحساسية في الآونة الأخيرة، حيث سُجّل العديد من الإشكالات وتعرض هؤلاء للقوة الدولية أثناء قيامها بعملها. وهؤلاء لا يستسيغون وجود “اليونيفيل” لا قبل الحرب الأخيرة، ولا بعدها.
وبالتالي، إن إسرائيل، و”حزب الله” في محطات عديدة يتعاملان بتناغم غير مباشر حول العديد من المسائل. لكن الدولة اللبنانية تريد استمرار دور “اليونيفيل” لما لذلك من أهمية في الاستقرار وفي عملية تنفيذ القرار 1701. ولهذه الغاية ستطلب من الأمم المتحدة قريباً التجديد لولاية القوة.
ولا تستبعد مصادر ديبلوماسية أخرى، أن يتم التجديد لكن بشروط في مقدمها تعزيز دورها، ولا تستبعد أيضًا خفض عديد القوة، بسبب التقشف الأميركي لاسيما في دعم المنظمات الدولية وقوات حفظ السلام . ووجود هذه القوة هو اساسي في مندرجات القرار 1701.