ووفق مصادر ديبلوماسية ألمانية فإن الاستخبارات الألمانية تناقش مع نظرائها الفرنسيين وباقي دول الاتحاد الأوروبي الغاء التمييز بن الجناحين العسكري والسياسي للحزب كونهما اداتين للهدف نفسه، مشددة على انها تمتلك ادلة عن خلايا إرهابية تابعة للحزب ومنشرة في العديد من الدول الأوروبية، ما قد يهدد الامن القومي في القارة الأوروبية، مضيفة ان “حزب الله منظمة إرهابية تساهم بتغذية الصراع في الشرق الأوسط، وبالتالي كان قرار حظره في ألمانيا صائبا تماما”.
وكشفت المصادر نفسها عن مشروع قانون تعده اللجنة الخارجية في البرلمان الأوروبي لاعتبار الحزب تنظيماً ارهابياً وبالتالي حظره في جميع انحاء القارة باعتبار ان الامن القومي لأوروبا مرتبط بمنع ولوج أي تنظيم إرهابي الى أي من الدول الأعضاء في الاتحاد.
وتعترف المصادر ان فرنسا لديها اعتبارات تتعلق بمصالحها في إيران وبأنها تريد إبقاء “شعرة معاوية” قائمة لسببين رئيسين، الأول كون حزب الله هو البوابة غير الرسمية لتبادل الرسائل الخلفية بين طهران وباريس، إضافة الى الاعتبار الثاني الذي أعلن عنه سابقاً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، “إن فرنسا لن تضع أي حزب لبناني ممثل في الحكومة على قوائم الإرهاب، وان باريس تعتبر الجناح العسكري لـ “حزب الله” تنظيما إرهابيا، لكنها تتحاور مع الجناح السياسي الممثل في البرلمان”.
وفي هذا السياق يوضح مصدر فرنسي انّ فرنسا ليست مغرمة بـ “حزب الله”، وهذا الشعور منسحب على كل دول الاتحاد الاوروبي، وثمة تاريخ طويل من الخلاف العميق مع هذا الحزب، والقلق موجود دائماً من سلاحه الذي تتعاظم قوته، وهذا ما صَرّحت به فرنسا في محطات كثيرة. لكنّ سياسية فرنسا، بحسب ما يقول المصدر تدرك شدة حساسية وحقيقة التوازنات اللبنانية، وعلى هذا الاساس تُؤثِر فرنسا دائماً إبقاء خط التواصل مفتوحاً مع الجميع، سواء بصورة مباشرة او غير مباشرة.
وتكشف المصادر انه في عهد الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند أوفد وزير خارجية فرنسا إلى لبنان، حيث أجرى محادثات مع المكونات السياسية اللبنانية في قصر الصنوبر ومن ضمنها وفد حزب الله، الذي ضَم النائب علي فياض ومسؤول العلاقات الدولية في الحزب عمار الموسوي، حيث شهدت تلك الفترة لقاءات متتالية بين فرنسا والحزب، منها ما كان معلناً خلال زيارة وفد من لجنتي الخارجية والدفاع في الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الفرنسيّين الى لبنان وإجراء محادثات مع نواب لبنانيين من بينهم نواب من حزب الله، ومنها ما كانت غير معلنة، في زيارات بعيدة عن الأضواء كان يقوم بها سفراء وديبلوماسيون فرنسيون لمسؤول العلاقات الدولية في الحزب.
في المقابل تؤكد مصادر فرنسية معترضة على السياسة “الناعمة” تجاه حزب الله، ان هناك توجها برلمانياً بدأ ينشط من اجل الضغط لإلغاء التمييز المصطنع بين “الجناح السياسي” لحزب الله و”الجناح العسكري”، والذي يتضح ان هدفه كان حينها الحفاظ على قناة مفتوحة مع حزب الله وممثليه في الحكومة اللبنانية.
ويرتكز هؤلاء في رأيهم على ان حزب الله يعمل لصالح النظام الإيراني، وليس الشعب اللبناني، الذي احتج على نفوذ إيران في بلده، وان حزب الله أسهم في زيادة عدد القتلى في سوريا إلى ما يزيد عن 400 ألف شخص، ونفذ هجمات إرهابية على الأراضي الأوروبية. وهو يخالف حكم القانون، حيث يجمع مئات الملايين من الدولارات كتمويل سنوي من خلال شبكات إجرامية، فضلاً عن مخططاته العابرة للحدود لغسيل الأموال التي تنشأ في أوروبا، أو تمر عبرها.
وتضيف المصادر بأن هولندا والمملكة المتحدة وكندا والولايات المتحدة حافظت على علاقات جيدة مع لبنان، على الرغم من تصنيفها حزب الله منظمة إرهابية، وبالتالي هذا المثل يسقط ذريعة السياسة الرسمية الفرنسية تجاه حزب الله وإيران ويكشف أهدافها الخلفية الهادفة لإظهار مواقف متمايزة في الشكل عن الولايات المتحدة الأميركية، إضافة الى رزمة من المصالح الاقتصادية لشركات نافذة في فرنسا.