“لعبة” ثلاثية الأبعاد بين الرئيس سعد الحريري و”حزب الله” وباسيل، شرحها الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الاميركية طوني بدران من خلال عدة تغريدات في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي ” توتير” حيث قال” سعد الحريري يقوم بتأجيج الطائفية في لبنان بطريقه ذكية من اجل العودة الى كرسي رئاسة الحكومة وهو يتعمد فعل ذلك بوجود الموفد الاميركي دايفيد هيل، فما يقوم به ليس وليد الصدفة بل لارسال رسالة الى الاوروبيين والاميركيين بانه الاساس في استقرار البلد”.
مؤكداً في احد تعليقاته على ان ما حصل من تأجيج طائفي على الارض ترافق مع سفر جبران باسيل الى جنيف حيث اوصل ذات الرسالة او التهديد، اما السبب من تشابه رسالة الحريري وباسيل بحسب بدران” كون جميعهم يتقاسمون ذات التفكير: حزب الله وباسيل والحريري، وذلك لانقاذ النظام السياسي الطائفي، كونهم يعتبرون بقاء الثوار على الارض تهديد للسلطة السياسية”.
وفي تغريدة اخرى اكد بدران ان” حزب الله والحريري وباسيل وكل الطائفيين والاقطاعيين في لبنان لديهم ذات التفكير فيما يتعلق بالنظام الطائفي والسياسي في لبنان بمعنى ان الجميع يريدون انقاذ النظام السياسي لان الحكومة الحريرية هي حكومة حزب الله، والحريري مجرد صورة”، لافتاً الى أن” رسالة ديفيد هيل هي ان لا يقول شيئا، وقد كان مخطئا لحد ما، كونه جعل السياسيين يشعرون بالامان، مثلا ان الحريري الذي يريد ان يعمل معه يجب ان يلتزم بالاصلاحات وغيرها” مضيفا” الحريري يعتبر ان تأسيس حكومة تكنوقراط في الوقت الحالي غير ممكن كذلك اقصاء حزب الله من الحكومة امر مرفوض، ويجب دعم اصلاحات الحكومة كي لا تنهار، هذه هي المعادلة لبنان يساوي حزب الله 4 / 4 “.
لذلك كله أعاد الحريري فتح المحور القديم الجديد للفتنة، ومعه صورة 7 ايار باختياره خط التماس الفاصل بين “تيار المستقبل” في كورنيش المزرعة و “حركة امل” في بربور، لارسال رسائل متعددة الاتجاهات، لاعباً على الوتر المذهبي لمناصريه، متناسياً أنه هو من جلب الذّل والخذلان لاهل السنّة في لبنان منذ سنة 2005 وما كلام الشيخ محمود عكاوي في خطبة الجمعة في المسجد العمري الكبير يوم امس الا خير دليل على ذلك، حيث قال” شباب السنّة يسجنون واصحاب القمصان السود والبلطجية يتركون، وحائط السنّة في لبنان (واطي) لان زعيمهم اذاقهم كأس الذّل، قالوا له لا تأتي بالرئيس عون الى رئاسة الجمهورية ونصحه من في الداخل ومن في الخارج بذلك، لكنه لم يبال وعقد التسوية، قالوا له لا تقبل بقانون انتخابي يضر بالجسم السنّي فصادق على القانون وانكسر، قالوا له لماذا ابعدت الرجال الاقوياء فاصرّ على ان يكون الاوحد”.
المواجهات اندلعت بين “تيار المستقبل” من جهة والقوى الامنية والجيش من جهة اخرى فيما بقي عناصر “حركة امل” متفرجين، كون المخطط الذي وضعه “حزب الله” مع الحريري وباسيل يقتضي ذلك، فكل ما يريدونه هو اشعال نار الطائفية بعيداً عن مواجهات حقيقية، وذلك لاعادة تذكير شارعهم بأنه في خطر يتهدده من الشارع الآخر، ما يمكّنهم من الحفاظ على النظام الذي يمسك به الحزب ومن خلفه ايران.
مخطط الحريري ومعه باسيل و”حزب الله” مكشوف للجميع، وعلى أهل السنّة أن يكونوا متيقّظين والا ينجروا خلف “زعيم” سبق وأوصلهم إلى الحضيض!