تنتخب غداً الثلاثاء الولايات المتحدة رئيساً جديداً لها للسنوات الأربعة المقبلة. وسبق الانتخاب بساعات مبادرة أمريكية متجددة لوقف الحرب بين إسرائيل و”حزب الله”، في مسعى اللحظة الأخيرة.
لم تستطع المبادرة إحداث خرق لا في المشهد اللبناني، ولا في المشهد الأميركي لناحية إضافة دعم إضافي للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. حتى لو نجحت المبادرة فإن الوقت بات داهماً بالنسبة إلى هاريس، ووضعها دخل في المجهول، حتى تبيان النتائج الأربعاء. هذا الواقع أدخل أيضاً الحرب على لبنان في المجهول أقله خلال الشهرين والنصف المقبلين إلى حين تسلم الإدارة الجديدة مهمتها في 20 كانون الثاني المقبل أيًا كان الفائز.
وتتوقع مصادر ديبلوماسية غربية ل”صوت بيروت إنترناشونال”، الأسوأ حيث سيبدو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متفلتاً من أي حواجز أو خطوط حمر أكثر مما هو أداؤه حالياً. وكان المرشح دونالد ترامب قد قال له طالما أنه لم يصبح رئيساً بعد، يمكن لنتنياهو القيام بما يريد لكن عند تسلمه الحكم إذا فاز في الانتخابات يريد أن تكون الأمور في المنطقة في طور الانتهاء. خلال المرحلة الانتقالية هذه لن تقوم الإدارة الحالية بأي جهد ولا إنجازات، وطالما كانت سُرِبَت المسودة المتصلة بالمبادرة الأميركية المطروحة والتي تضمنت المستحيل لإسرائيل، فكان الهدف إفشال التفاوض. لكن المسعى كان لبيع اللبنانيين جهد جديد.
وأكدت المصادر، أن الرد الإيراني على إسرائيل هو في الحقيقة ما يحصل على الأراضي اللبنانية، حيث أدت الوقائع إلى استباحة لبنان كجزء أساسي و ممنهج من الحرب الإسرائيلية-الإيرانية. وما أدى إلى استباحة لبنان هو الأفرقاء اللبنانيين غير الوطنيين والذين لم يحافظوا على بلدهم، فكانت النتيجة ما يحصل الآن.
ولا ترى المصادر أي أفق إيجابي للمرحلة المقبلة. وإسرائيل لن توقف النار قبل تدمير قدرات إيران التي يمتلكها “حزب الله”. هذا هو الهدف الفعلي من استمرار نتنياهو بالحرب. إنها حرب إسرائيل وإيران على أرض لبنان. الرئيس جو بايدن أعطى إسرائيل عشرات المرات أكثر مما أعطاها الحزب الجمهوري، مع الإشارة إلى أنه من المعروف أن الحزب الديمقراطي عادةً لا يقوم بالحروب أو لا يعالج عبر هذه الوسيلة، بل الجمهوري هو الذي يدفع باتجاه الحروب أو التطرف في المعالجات.
حتى إذا فاز ترامب في الانتخابات هناك شهران وأكثر حاسمان. والهدف الإسرائيلي في التصعيد ستبقى مخازن الأسلحة، ولن يتم استهداف أي أحد من القيادات السياسية للحزب ونواب الحزب ووزرائه. بل إن الشق العسكري هو الذي سيستهدف أكثر من أي وقت مضى. كذلك تؤكد المصادر، أن استهداف إدارات الدولة أو مرافقها مستبعد جداً، وأيضاً استهداف أي من المسؤولين اللبنانيين لاسيما رئيس مجلس النواب نبيه بري لأنه المحاور الأساسي لتنفيذ القرار ١٧٠١ والتوصل إلى تسوية وآلية تنفيذية في هذا المجال.
وأشارت المصادر، إلى أن لبنان وافق على العديد من مقترحات هوكشتاين. ولا تزال العلاقة الأميركية-اللبنانية الرسمية طبيعية، والاتصالات بين البلدين والتشاور قائم وطبيعي.