الجمعة 15 شعبان 1446 ﻫ - 14 فبراير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ماذا تختبر إسرائيل في تمسكها بعدم الانسحاب بنهاية مهلة الستين يوماً؟

يستنفذ رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الاتصالات عربياً ودولياً وأميركياً أيضاً من أجل أن يتم الانسحاب في أقرب فرصة، وفقاً لمصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، إذ لا مهلة إضافية بالنسبة إلى لبنان سوى أيام معدودة ليس إلا، لأن الموقف اللبناني ينصب في صلب مندرجات اتفاق وقف النار الذي يسعى لتطبيقه بالكامل. لذلك وافق لبنان على تجديد للمهلة حتى ١18 شباط المقبل فقط.

وأوضحت المصادر لـ”صوت بيروت إنترناشونال”، أن لبنان يعمل على كافة الصعد من أجل أن يكون الانسحاب حتى آخر قرية على الحدود. وأكدت المصادر، أن الجيش استنفر لمواكبة الأهالي الذين أصروا على العودة، وتحدّوا الأمر ووقع جرحى وشهداء، بعدما كان طلب الجيش الإسرائيلي عدم الاقتراب وعدم عودة الأهالي. لكن في الوقت نفسه الاتصالات الديبلوماسية مستمرة لتحقيق لبنان هدفه.

وأكدت المصادر، أن لبنان يرى في عدم رغبة إسرائيل بالانسحاب، أنها تريد جس نبض “حزب الله” بالنسبة إلى مدى قدرته على جهوزية عسكرية وعددية للعودة إلى المواجهة مع إسرائيل، واستفزازه لكي تختبر مقدرته في هذا المجال بعد كل هذه الحرب التي شنتها عليه أخيراً، والتي أوصلت إلى اتفاق وقف النار.
أما السبب الثاني لتمسك إسرائيل بعدم الانسحاب من الجنوب، هو العمل ميدانيا لخلق منطقة عازلة عن طريق فرض أمر واقع عبر أن تصبح القرى الحدودية غير

قابلة للسكن في عمق الحدود اللبنانية-الإسرائيلية لناحية لبنان.
وبالنسبة إلى الأهالي، فإن مصادر لبنانية تقول، أن الأهالي بتصرفهم لم يخرقوا اتفاق وقف النار، بل ان تحركهم يأتي متطابقاً مع الاتفاق والذي لم يحدد العودة أو مناطق العودة، ولا يحتوي على استثناء في هذا الأمر، في ما يخص البلدات المتاخمة. الأهالي ملتزمين بالاتفاق، بغض النظر عن ما أشيع حول أن تحرك الأهالي هو بمثابة انقلاب على الأجواء التي واكبت اتفاق وقف النار، وتلك التي أعقبته، وما إذا كان تحركهم لإثبات الثلاثية المتصلة بالجيش والشعب والمقاومة.
الإدارة الأميركية عينت، بحسب مصادر اعلامية، السيدة مورغان أورتاغوس نائبة المبعوث الرئاسي إلى الشرق الأوسط خلفاً لآموس هوكشتاين في مهمته رئاسة اللجنة الدولية لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف النار، لكن لبنان لم يتبلغ رسمياً عن هذا التعيين وما اذا كان فعلي. ما يعني أن الإدارة الجديدة مهتمة جداً بالاتفاق ولن تتراجع عنه، وهي التي نسقت خطواته مع الإدارة الراحلة. إنما لم يعرف بعد الموعد الذي ستزور خلاله لبنان وزيارتها واردة في أية لحظة.

الا أن المصادر أوضحت ل”صوت بيروت إنترناشونال”، ان اللغة المستعملة في البيان الأميركي الذي صدر قبل يومين والذي مهّد للتمديد جاء بضغط اسرائيلي، بعد ان كان المسؤول عن هذا الملف لدى ادارة الرئيس السابق آموس هوكشتاين قد جزم للمسؤولين اللبنانيين في الزيارة الاخيرة له لبيروت، ان انسحاب اسرائيل سيتم قبل حلول انتهاء الستين يوماً. اذاً اللغة المستعملة تعني ضمناً تمديد الاحتلال وليس تمديد وقف النار، لأن وقف النار المستمر يجب ان ينتج عن الاتفاق بطبيعة الحال.

وقالت المصادر الغربية، أن الوضع الحالي، هو أن الجميع أمام إدارة جديدة برئاسة دونالد ترامب وستحتاج هذه الإدارة إلى شهر أو أكثر لتبدأ بالتفاعل مع هذا الملف مثله مثل كل الملفات المطروحة. وبالتالي، ان المعنى الوحيد لبيان البيت الأبيض هو تمديد الوضع الحاضر، في انتظار استكمال انسحاب الإسرائيليين واستكمال توسيع انتشار الجيش اللبناني والقيام بمهمته.

ولفتت المصادر، أن من قام عملياً بالتمديد في الولايات المتحدة هو فريق الرئيس ترامب الجديد، الذي كان على اتصال مع هوكشتاين وكذلك مع إسرائيل.
أما لناحية لبنان الرسمي الذي وقّع الاتفاق، يحاول أن تعلن اللجنة الدولية التي تشرف على تنفيذ الاتفاق، عن التمديد ومدته، لكي يبقى الموضوع تحت إدارة اللجنة ورعايتها، وتحت سقف الضمانات الأميركية والفرنسية التي قُدمت للبنان. وأجريت اتصالات لبنانية-أميركية ولبنانية-فرنسية في هذا الإطار.

ومن بين الأمور التي ستتضح لاحقاً، حدود صلاحيات الفريق الذي عينه ترامب لمتابعة ملفات الشرق الأوسط وصلاحيات كل شخصية منفردة.
والأسئلة تتناول ما سيكون عليه أداء ترامب في موضوع اتفاق وقف النار. فهل سيُبقي على الزخم الحاصل تجاه التعاطي مع لبنان. حتى الآن يظهر أن لا مصلحة لإدارة ترامب بالتنصل من الاتفاق. لا بل على العكس كل المؤشرات تدل على أن ترامب سيتشدد أكثر في تنفيذ الاتفاق وفي استكمال انتقال لبنان من مرحلة إلى مرحلة أخرى حيث التعافي والسيادة وبسط سلطة الدولة، مع الانفتاح على كل ما يسهّل عملية الاستقرار الإقليمي، وعودة السلطة من المليشيات في المنطقة إلى السلطة الشرعية والرسمية.

ولا تستبعد مصادر ديبلوماسية، أن يكون التمديد المعقول لمهمة اللجنة يسير بالتوازي مع عملية تسلم الإدارة الجديدة في واشنطن لمهمتها. حيث أن المعينين الجدد باشروا تسلم مكاتبهم يوم الأربعاء الماضي ولا يزال الوضع في انتظار المزيد من التعيينات. وهناك تعيينات تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ، وأخرى كالتعيينات في مجلس الأمن القومي ومستشاري الرئيس لا تحتاج إلى ذلك.