في انتظار ردة الفعل الإيرانية وردة فعل “حزب الله”، تبذل مساعٍ ديبلوماسية على أكثر من مستوى لمنع توسع الحرب لا سيما من خلال أي رد إيراني وما قد يستتبعه مجدداً من رد إسرائيلي، والخوف من أن تؤدي الأفعال وردود الأفعال الى حرب شاملة غير واضحة العمق والمدى الزمني.
وتفيد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع على حركة الاتصالات أن إيران تخشى أمرين، الأول، احتمال توسع استهدافات اسرائيل لقادة كبار لهم مكانتهم الفعلية في المساهمة ببلورة النفوذ الإيراني في المنطقة.
والثاني: من غير المؤكد من ان إيران قادرة على التفاهم بطريقة غير مباشرة مع الاميركيين والدول الكبرى على طريقة تسمح لها بالرد دون ان تضطر الى الدخول في حرب شاملة وهي بالتالي تخشى حرب شاملة، لأنها لا مصلحة لها بها ولن تفيدها، وإسرائيل قالت انها مستعدة لكل شيء بلا ضوابط، وايران لا يمكنها الا أن ترد وهي مجبرة على ذلك وملتزمة بالرد.
وأوضحت المصادر لـ”صوت بيروت إنترناشونال” أن الوضع في المنطقة بات صعباً ودقيقاً للغاية وخارج نطاق الضوابط، الا في حالة واحدة، وهي تمكن الأميركيين من فرض وقف للنار في غزة في الأيام المقبلة.
في هذا الوقت يتحرك لبنان ديبلوماسياً مع مختلف الدول الكبرى وذات التأثير للعمل على درء الحرب. ويقوم وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب بزيارة مصر اليوم حيث سيعقد لقاء مع نظيره المصري بدر عبد العاطي. ويعول لبنان جداً على الدور المصري حيث تجري مصر، وهي إحدى الدول المعنية بالتفاوض لوقف الحرب العبثية وإبعاد الحرب عن لبنان. وبالتالي، يريد الوزير بو حبيب استطلاع الدور الذي يقوم به المسؤولون المصريون لتخفيف احتمالات الحرب. ويبقى السؤال حول ما اذا ستستجيب اسرائيل للدور المصري وهي التي لم تستجب بعد للدعوات الأميركية لوقف الحرب والدخول في تفاهم.
وتشير المصادر، الى ان طبيعة الرد الايراني ورد “حزب الله” ستؤشر الى امكانية توسيع الحرب أم لا. ايران والحزب لا يريدان توسيع الحرب، ولا يقع ذلك في مصلحتهما. انما اسرائيل غير آبهة لتوسيع الحرب، ويريد رئيس وزرائها توريط مختلف الأطراف معه. ومن أجل ان لا تستباح الأمور، هناك رغبة لبنانية بالوقوف عند الحركة المصرية واستطلاع الوسائل التي تستخدم للضغط على اسرائيل.
ومصر ليست الدولة الوحيدة التي يستطلع لبنان منها العمل لمنع الحرب الشاملة. فهناك أيضاً كلاً من واشنطن، وباريس، ولندن، التي زار لبنان وزيري خارجيتها ودفاعها واستمعا الى الموقف اللبناني الذي طلب التدخل البريطاني لتجنب الحرب الواسعة. بريطانيا بحسب المصادر خارجة للتو من انتخابات وتشكيل حكومة جديدة، وهي أرادت عبر إيفاد وفدها الوزاري الى التعرف الى القراءة اللبنانية لتطور الموقف. وهي حذرت مثل بقية الدول الكبرى لبنان من مغبة الوصول الى حرب شاملة.