تتجه الأنظار إلى الدور الفرنسي في هذه المرحلة من الحرب الإسرائيلية على “حزب الله” ولبنان، حيث تعمل إدارة الرئيس إيمانويل ماكرون على أكثر من مسار وفقاً لمصادر ديبلوماسية بارزة.
وتفيد هذه المصادر، انه بالإضافة إلى المسعى الفرنسي المتجدد لوقف الحرب على لبنان على أساس المبادرة الأميركية-الفرنسية المشتركة وبيان المجموعة الدولية، حددت فرنسا موعد ٢٤ تشرين الأول الجاري لانعقاد مؤتمر دولي لدعم لبنان، وهي باشرت في توزيع الدعوات الى الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربي والدول المحيطة بلبنان لا سيما مصر والأردن. في انتظار أن يتسلم لبنان الدعوة رسمياً، بحسب ما أكدت المصادر ل”صوت بيروت إنترناشونال”. لكن الحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية والمغتربين باشرتا التحضيرات للمشاركة في المؤتمر وحيث سيمثل لبنان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على رأس وفد وزاري.
وكشفت المصادر، ان وزير الخارجية الفرنسي قام بجولة في دول المنطقة الاسبوع الماضي لجس النبض حول امكانات المساعدة للبنان لا سيما من الدول العربية الخليجية. ولمست فرنسا في تقييمها لنتائج الجولة ان الدول حاضرة لمساعدة لبنان في شتى المجالات الأمر الذي أدى بالفرنسيين الى تحديد موعد المؤتمر في ٢٤ الجاري. ومن المؤكد ان جولة الوزير الفرنسي حضّت العرب على المساعدة وعلى عدم ترك لبنان. وسيشارك في المؤتمر منظمات دولية وصناديق مالية دولية، وممثلين عن مجموعة العشرين الدولية.
وأوضحت المصادر، ان الدول التي ستحضر تمثل ما كان يسمى “مجموعة الدعم الدولية للبنان”، وهناك ثلاثة بنود رئيسية سيتم بحثها في المؤتمر وهي:
-الموضوع الانساني المتصل بالحرب الاسرائيلية على لبنان والعمل على تقديم العون الانساني للنازحين وللمجتمع المضيف لهم، والبحث في المؤتمر سيحدد سبل المساعدة ونوعيتها، وما اذا ستشمل دعم مالي للدولة، وقد يصار الى جمع أموال.
-دعم الجيش اللبناني، وهو الهدف الذي لطالما كانت الدول الغربية تهتم به، وكانت تريد عقد مؤتمرات لهذه الغاية. ويأتي بحث الموضوع بديلاً للمؤتمرات التي كانت مطروحة، لا سيما وان الجيش يحتاج الى دعم فعلي للتمكن من الانتشار جنوباً وتوسيع هذا الانتشار. وستتخذ في المؤتمر قرارات بدعم الجيش ليس فقط مالياً، بل أيضاً لناحية التجهيزات والمعدات على مختلف أنواعها.
-والموضوع الثالث: إعادة تفعيل المؤسسات السياسية مع ما يعني ذلك الضغط لانتخاب رئيس للجمهورية بعد مضي سنتين على الفراغ الرئاسي وما يرافق ذلك من تحديات. وتقف فرنسا الى جانب عدم ربط هذا الاستحقاق بالحرب الدائرة، وعدم انتظار وقف الحرب التي يجب أن تكون سبباً إضافياً لانتخاب رئيس بأسرع وقت. وترى فرنسا أن لبنان الرسمي في موقف ضعيف، حيث يجب وجود رئيس للتكلم بإسم لبنان في مرحلة دقيقة وصعبة يمر بها هذا البلد، وفي مرحلة مفصلية تمر بها المنطقة المحيطة بلبنان. وسينعقد المؤتمر على مستوى وزراء الخارجية.