الأربعاء 25 شوال 1446 ﻫ - 23 أبريل 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ما الأسباب الداخلية والخارجية التي تجعل الديبلوماسية الحل الوحيد للتحرير رغم استمرار الاحتلال؟

برز خلال الأيام الماضية رفع سقف الكلام الذي أدلى به مسؤولون في “حزب الله” بالنسبة إلى عدم تسليم السلاح، متخذاً من الأداء الإسرائيلي في لبنان بعد اتفاق وقف النار، ذريعة جديدة لتبرير احتفاظه بسلاحه، رافضاً أي نقاش حول مسألة حصر السلاح بيد الدولة. وقد أعلن رئيس المجلس التنفيذي فيه الشيخ علي دعموش، أن الاحتلال الإسرائيلي المستمر يشكل سببًا كافياً لبقاء سلاح المقاومة، وأن الدولة اللبنانية لم تثبت حتى الآن قدرتها على التصدي لهذا الاحتلال.

ويأخذ هذا الموقف حيزًا كبيرًا من الاتصالات الداخلية، وتلك اللبنانية-الدولية، في ظل استمرار القصف والغارات الإسرائيلية والاحتلال العسكري لمواقع حدودية داخل الأراضي اللبنانية، واستمرار الخروقات الجوية. فموقف إسرائيل، وموقف “حزب الله”، مناقضان لالتزاماتهما تجاه اتفاق وقف النار وكافة بنود الاتفاق. وبالتالي، تشير مصادر ديبلوماسية إلى أن هاتين المسألتين يجب أن تتم معالجتهما بالتوازي وهذا كان محور اتفاق وقف النار.

وتوقفت المصادر عند أمرين أساسيين هما:

-إن الديبلوماسية هي التي أدت إلى الانسحاب الإسرائيلي من لبنان منذ التسعينات وفي ال٢٠٠٦، ومن ثم الانسحاب الأخير. ومع أن إسرائيل احتفظت بالنقاط الخمس وبقصفها، فهي مطالبة أيضاً وعبر الاتصالات اللبنانية-الأميركية، واللبنانية-الفرنسية بوقف كل خروقاتها لاتفاق وقف النار.

وبعدما لم يتمكن خيار اللجوء إلى غير الديبلوماسية إلى تحقيق الانسحابات، ورفع الاحتلال الإسرائيلي، فإن أصحاب هذا الخيار يدركون تمامًا حدود قدراتهم، وأنهم هم من استدرج إسرائيل عبر جبهة الإسناد. في وقت أخذت واشنطن قرارًا بإنهاء الحوثيين، ووضع إيران أمام خيارين: الخيار الديبلوماسي، أو الخيار العسكري. أي أن الوضع الذي تشهده المنطقة من تصعيد ضد حلفاء “حزب الله” لا يؤشر إلى أن لجوئهم مجدداً إلى الأعمال العسكرية سهلًا. وهذا سبب خارجي يؤثر على قدرتهم على التحرك.

ثم أن التعامل الأميركي-الإسرائيلي مع لبنان لزيادة الضغوط من أجل مصادرة السلاح واستكمال هذه العملية بالغة الدقة والأهداف. ولن يتم ترك هذا الموضوع، لا سيما وأن ما نقل عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أنه سيسمح بعمل عسكري ضد “حزب الله” إن لم يتم تسليم سلاحه في مدة وجيزة واضح. ما يعني أن الفرصة ليست مفتوحة أمام “حزب الله” إلى ما لا حدود زمنية، لعدم تسليم السلاح.

وأوضحت المصادر، أن ناحية أخرى مهمة وهي عدم قبول اللبنانيين الآخرين غير “حزب لله” بعد الآن بوجود فريق لبناني مسلح ومتعالي على بقية الأطراف، ويأخذ البلد إلى اتجاهات لا يريدها هؤلاء. وترى المصادر أن هؤلاء الأطراف تريد إما أن ينضم “حزب الله” إلى شركائه في الوطن، أو أن تعقيدات كبيرة في العلاقات الداخلية ستبقى قائمة، لا سيما وأن تحرير الأرض من مسؤولية الدولة، ولم تكلف الدولة الحزب في أي دور من هذا القبيل.

لذلك تقول المصادر، أن لا بديل عن الشرعية التي يعود إليها التفاوض مع الدول للتوصل إلى نيل حقوق لبنان، وتنفيذ القرارات الدولية. كما يعود إليها قرار السلم والحرب، مع الإشارة إلى أن أي مقاومة مسلحة ستستدرج مزيدًا من التدخل العسكري الإسرائيلي وليس العكس. ولم يعد أمام لبنان إلا العمل الديبلوماسي وتنفيذ ما عليه في اتفاق وقف النار.