الثلاثاء 21 رجب 1446 ﻫ - 21 يناير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ما الانطباع الدولي على قرار لبنان تطويع 1500 جندي في الجيش اللبناني؟

استحوذ قرار الحكومة اللبنانية تطويع 1500 جندي للجيش اللبناني على التفاتة دولية بارزة. اذ تفيد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع لـ”صوت بيروت انترناشونال” ان واشنطن وباريس أبلغتا لبنان ترحيبهما الكبير بهذه الخطوة، لا سيما وأنها تأتي في إطار استعداد لبنان الدائم لتنفيذ القرار 1701، ولرفض الحرب ولتعزيز سيادة لبنان وشرعيته على كامل أراضيه. وهذا الموقف يبلغه دائماً الى كافة الدول.

وتقول المصادر، أن سببان أساسيان وراء تقدير الدول لهذه الخطوة:

الأول ان لبنان اتخذ قرار بها قبل التوصل الى وقف النار في غزة وما سيعكسه ذلك على وقف النار المتوقع بين “حزب الله” وإسرائيل. أي أنه وضع نفسه في مرحلة تحضيرية وجهوزية لمرحلة ما بعد وقف النار والتسوية اللاحقة والتي ستنبثق حتماً من مقتضيات القرار 1701.

والثاني، ان كلاً من واشنطن وباريس اللتان تعرضان على لبنان مبادرتيهما للحل في الجنوب، سيستخدمان الموقف اللبناني هذا تجاه اسرائيل، لإرسال رسالة واضحة لها، ان لدى لبنان الرسمي نية لتثبيت الوضع في الجنوب مستقراً، وانه يرغب بنشر الجيش وهي رغبة جدية لا رجوع عنها، فضلاً عن انه سيسعى للمزيد من الخطوات في سياق تعامله الإيجابي مع المبادرات المطروحة والتي سيتم تفعيلها بعد وقف النار.

وتشير مصادر أمنية بارزة، ان قرار التطويع لم يتجه بعد الى مرحلة التنفيذ لأن القرار له تبعات مالية لا سيما وأن كل جندي يحتاج الى نحو 4000 دولار ليصبح جاهزاً وهي على سبيل مستلزمات وتجهيزات وتدريبات. ومجموع المبلغ المالي المطلوب غير متوفر لا لدى الجيش ولا لدى الدولة، والتي ليست قادرة على تأمين ذلك في الظرف الحالي. واذا لم يتحقق تمويل خارجي ليصبح القرار عملياً لا يمكن التطويع لأنه يستوجب خطوات على الأرض لإتمام هذه العملية.
وتلفت المصادر، الى أن الخطة التي وضعها الجيش ووافقت عليها الحكومة، تتضمن تطويع نحو 6000 عنصر للجنوب. أما لكل لبنان فالحاجة الى أكثر من ذلك، والجيش يحتاج دائماً الى ضخ دم جديد في المؤسسة. التطويع كان توقف منذ نحو ثلاث سنين. والجيش دائماً يحتاج الى تقوية الأفواج والألوية.

وأفادت المصادر، ان لبنان يطالب الدول باستمرار دعم الجيش، وان المؤتمرات الدولية لطالما كانت تؤدي الى دعمه وهي منتظرة في المرحلة المقبلة خصيصاً لدعم الجيش لا بل انها مرتبطة بدور الجيش المستقبلي حيث الغاية الأساسية تبقى للاستقرار والأمن في الداخل، وعلى الحدود كافة لا سيما جنوباً، وفي أعقاب الحرب التي لم تتوقف بعد.

دول عديدة ساعدت الجيش اللبناني في مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا، فضلاً عن ان معظم الدول الأوروبية مهتمة بدعم الجيش ومساندته.