علم سوريا ولبنان
لاحظت أوساط دبلوماسيه بارزه، أن الملف السوري يسجل تقدما وتطورا في انطلاق سوريا سياسيا واقتصاديا، إلى درجه انه ربما ستكون سوريا موقع جذب اقتصادي عالمي في المنطقة بعد سنوات قليلة. وهذا المسار كان بدا غداة إنهاء النظام السوري السابق، والذي تزامن مع إضعاف حزب الله في لبنان، والمساعي الدولية لتقويه سلطه الدولة وبسط نفوذها على كافه الأراضي اللبنانية، إنما لبنان لم يتمكن بعد من الانطلاق بصوره اسرع ومشابهه للانطلاقه السورية التي برزت على الرغم من كل التحديات الداخلية.
وتعدد الأوساط أسباب سرعه الانطلاقة السورية مقارنه بالواقع اللبناني الذي يريد الحكم فيه الانطلاق نحو النهوض وإعادة لبنان إلى أن يشكل نقطه جذب ليلعب دورا أساسياً في السياسة في المنطقة ودورا اقتصاديا رياديا يحقق النهوض والازدهار، إنما الخطوات ليست سريعة، ويشكل ملف حصريه السلاح والانتهاء منه بمثابه شرط أساسي للانطلاقة.
أول سبب متعلق بسوريا في الانطلاقة وسرعتها أن الغرب استطاع دعم الرئيس احمد الشرع وفرضه وإعطائه الفرص لتحقيق دخوله في إطار الشرق الأوسط الذي يتكون وفق المعايير التي باتت واضحه. وفي الوقت نفسه استطاع الشرع ضبط الأمور داخل سوريا والانفتاح على الرؤية الغربية سبيلا لإنقاذ وحدة سوريا.
الرئيس السوري يستطيع اتخاذ قرار وتطبيقه، وهذا من خصائص النظام السوري السياسي بينما في لبنان هناك معوقات أمام تنفيذ خطاب القسم للرئيس، والبيان الوزاري للحكومة، وان كانت الانجازات في ملف السلاح مقبوله وبشهاده الدول الكبرى. والرئيس السوري استطاع فرض هيبة الدولة على الرغم من وجود التنظيمات المسلحه على انواعها ،ومصيرها يلاقي الحلول بالاستناد الى الشروط الأمريكية والدولية المواكبة لدعم الدولة.
ثم ثانيا ان في لبنان استمراريه لفريق معين لا يزال يحتفظ بالسلاح وهناك طروحات عده لمعالجه الامر منها الحوار معه، ومع ان الغرب لا يعتقد ان هذه المشكلة يمكن ان تحل بالحوار، والغرب في الوقت نفسه لا يريد حربا داخليه لحل المشكلة، انما الحوار حسب رايه قد لا يكون اسلوبا بالضرورة يؤدي الى قبول الحزب بتسليم السلاح ،ما دامت ايران متمسكه بهذه الورقة. في حين ان الرئيس السوري لا يواجه المشكلة ذاتها، لان اسرائيل دمرت كافه القدرات الايرانية وقدرات حزب الله في سوريا ودمرتها بالشكل الذي لم يعد هذا الفريق قادرا على الوقوف في وجه الشرع في لبنان لا يزال هناك مخازن اسلحة لم تسلم الى الجيش بعد لا سيما شمال الليطاني وهناك امل كبير بتسليمها عبر الحوار وتكشف الاوساط ان حزب الله يتذرع حاليا بضرورة نزع السلاح الفلسطيني قبل ان يتم نزع سلاحه، والان يبدأ العد العكسي لنزع سلاح المخيمات اعتبارا من منتصف هذا الشهر ،الامر الذي اذا نجح سيكون عنصرا ضاغطا من اجل المزيد من المساعي لنزع سلاح الحزب ما دام هو يتحجج بوجوده.
تبقى قضيه التطبيع مع اسرائيل حيث تسير فيها سوريا بشكل صاروخي. في حين يتريث لبنان، انتظار لعدة عوامل. اولها ازالة الاحتلال الاسرائيلي قبل التفكير باي خطوات تطبيعيه .وثانيا انتظار الموقف السعودي من
هذا الموضوع. اذ لن يسير لبنان في خطى غير محسوبه عربيا .ثم ان الداخل اللبناني لا يزال يعاني من عدم نضوج الفكره لديه، لا سيما لدى بعض الاطراف، ولا يمكن للمستوى الرسمي تخطي ذلك .وهذا خلافا للواقع السوري حيث المستوى الرسمي يمكنه الضغط داخليا لقبول هذا المسار.