في نهاية الأسبوع المقبل أي في ٢٧ كانون الأول يكون قد مضى على البدء بتنفيذ اتفاق وقف النار بين “حزب الله” وإسرائيل ٣٠ يوماً. وبعد تسلم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب بأسبوع تماماً تنتهي مهلة ال٦٠ يوماً كمرحلة معطاة في الاتفاق للبدء بتنفيذه. هذه تواريخ لها دلالاتها بالنسبة إلى الأميركيين الذين يراقبون عن كثب مرحلة الستين يوماً وما يحصل خلالها، لأن المفهوم الأميركي لتنفيذ الاتفاق هو مفهوم صارم، وان ما يحصل في سوريا وغيرها من أحداث المنطقة لن تحجب المراقبة الدقيقة لتنفيذ الاتفاق.
و هذا ما تؤكده مصادر ديبلوماسية غربية بارزة ل”صوت بيروت انترناشيونال”. وهي قالت أن سقوط “حزب الله” وسقوط الرئيس السوري بشار الأسد حدثان مرتبطان بغض النظر عن الجهة التي تتسلم الأمور في سوريا. ان سقوطهما يمثل خطوات في مسيرة تقترب نهايتها شيئاً فشيئاً. وهي المعركة مع إيران، إنه الزمن الإسرائيلي والدخول في ملف إيران مباشرة يتوقع في التوقيت، بعد تسلم ترامب الحكم. لذلك لن تؤثر أي تداعيات محيطة على مسألة اتفاق وقف النار، مثلما تخطط له واشنطن، ولا يجب أن تؤثر.
المفهوم الأميركي سيطغى في النهاية على التعاطي مع ملف وقف النار. وتأمل واشنطن أن يكون مفهوم لبنان له متطابقاً مع مفهومها هي. لذلك هناك مطلب أميركي من لبنان بضرورة وقف خروقاته للاتفاق أولاً، ما دام يتحدث عن استمرار الخروقات الإسرائيلية، وهي قائمة وفرنسا أيضاً تعرفها. الخروقات اللبنانية وفقاً للمصادر هي الاستمرار في وجود السلاح جنوب الليطاني. إذ على السلطة اللبنانية وعلى الجيش اللبناني تحديداً نزعه. وتتوقع واشنطن من قائد الجيش العماد جوزف عون القيام بهذه المهمة، وأن يتوج نجاحه فيها بوصوله إلى سدة الرئاسة الأولى. مع أن واشنطن وباريس وقيادات لبنانية تدرك جيداً أنه من الآن وحتى التوصل إلى هذه المرحلة، ستقوم جهات عديدة بوضع “العصي في الدواليب” أمامه.
وتفيد المصادر، أن إسرائيل لن تنسحب من الجنوب ولن توقف خروقاتها، إذا استمرت في أنها ترى سلاحاً جنوب الليطاني، حيث أنه حتى الآن لم يتم نزعه، أي بعد مرور ثلاثة أسابيع على إعلان اتفاق وقف النار. إسرائيل انسحبت من الخيام، وهذا ليس كافٍ اذا لم ينفذ لبنان الجزء المتعلق به في اتفاق وقف النار. والسؤال هل التنفيذ خلال الستين يوماً، سيكون سهلاً أم أن عقبات ستحول دون ذلك وستتسبب في مزيد من التأخير؟
وتؤكد المصادر الغربية، أن نزع السلاح من جنوب الليطاني يشكل الجزء الأول في اتفاق وقف النار. أما الجزء الثاني من الاتفاق فهو يشمل نزعه من شمال الليطاني ومن كل لبنان، وتنفيذ كافة القرارات الدولية أي القرار ١٧٠١, ١٥٥٩, ١٦٨٠. كما تؤكد، أن التنفيذ يجب أن يكون فورياً ولا يحتمل التأجيل. ويجب على لبنان انتخاب رئيس وتشكيل حكومة فوراً، لأن الإدارة الأميركية تريد الانتهاء من هذا الموضوع.
وتشير المصادر، إلى أنه مهما حصلت مماطلة في التنفيذ، فإن المعنيين بالاتفاق سينفذانه لا سيما لبنان كما هو مكتوب وحرفياً، وليس من مجال، للعودة إلى الوراء. وإسرائيل التي دمرت ترسانة النظام السوري فور رحيل بشار الأسد بظرف يومين، كانت قادرة أن تقوم بهذه السرعة بالنسبة إلى تدمير ترسانة “حزب الله”. إلا أنها قصدت إطالة المدة لتدميرها من أجل أن تضمن أثره النفسي داخل لبنان.