يقول مصدر ديبلوماسي بارز ل”صوت بيروت انترناشيونال”، أن هناك ارتياحاً أميركياً لما تحقق في لبنان حتى الآن. لكن الإدارة الأميركية وعلى الرغم أنها في أسابيعها الأخيرة قبل تسلم الرئيس الجديد دونالد ترامب الحكم، تراقب الوضع اللبناني بكل دقة وتعمل على خطين ثابتين هما:
– أولاً: السعي لتقديم مزيد من الدعم الكبير للجيش اللبناني، نظراً لدوره الحالي في الجنوب، والدور المستقبلي له في استكمال تنفيذ كل بنود القرار ١٧٠١ وبسط سلطة الدولة على أراضيها وحدودها البرية والبحرية والجوية، وهذه أمور ستتم مراقبتها بشكل كافٍ من واشنطن مباشرة. عملية إضعاف النفوذ الإيراني في لبنان تمهيداً لإضعافه في المنطقة لن تتراجع عنه وصولاً إلى معالجة المشكلة الحقيقية مع إيران نفسها، وحيث يشكل أساساً لاستراتيجية الادارة الجديدة.
– ثانياً: العمل لانتخاب رئيس للجمهورية. وتقود واشنطن بعيداً عن الأضواء اتصالات لتسهيل الانتخاب في الجلسة التي حددها رئيس مجلس النواب نبيه بري في ٩ كانون الثاني. ولا تعتقد واشنطن بأن العراقيل السابقة ستبقى، إنما يفترض أن تكون هناك مواقف لينة من كافة الأطراف للتوصل إلى رئيس توافقي سيادي. مع ان الاشارات التي انبثقت عن ادارة ترامب تؤشر الى ضرورة انتخاب رئيس في انتظار تطورات المنطقة، عله يأتي رئيس سيادي بالكامل في غضون شهرين أو ثلاثة على تسلم ترامب السلطة.
هناك شهران بينما يتسلم ترامب الحكم، و تم إعطاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرصة لجيشه لالتقاط الأنفاس، تمهيداً للبدء بمعالجة موضوع إيران الذي لا تهاون فيه. وبات من غير المسموح إبقاء وضع إيران على ما هو عليه. وتكشف المصادر أن هناك أسلوبان سيتبع أحدهما مع إيران. الأول: ممارسة أقصى الضغوط على إيران وفي كل المواقع ذات النفوذ الإيراني في المنطقة لدفع إيران إلى الجلوس إلى طاولة التفاوض وتقديم تنازلات في ما يخص برنامجها النووي، ونفوذها. والثاني، تنفيذ التهديدات الإسرائيلية بشن حرب عليها، من شأنها أن تعيد خلط الأوراق داخل إيران وخارجها.
الآن يتم التحضير لمعركة قطع الإمدادات من إيران إلى “حزب الله” في لبنان. حيث انه ما لبثت الاتصالات أن أدت إلى اتفاق لوقف النار في لبنان حتى حان دور سوريا التي انفجر الوضع الداخلي فيها في توقيت مدروس في ظل عدم قدرة “حزب الله” خوض حرب أخرى، ومساندة سوريا في ظل الجو الدولي الضاغط عليه وعلى إيران.
فضلاً عن أن التوقعات تشير إلى دور مقبل في استهداف إسرائيل للعراق على خلفية الموضوع نفسه وتوسيع رقعة معالجة الإمدادات. هناك اعداد لمرحلة تسلم ترامب السلطة وخارطة الأهداف. حيث ستطرأ تغييرات كبيرة والقرار الدولي حازم في هذا الشأن.
لبنان يجري اعداده لدور كبير في استضافة أكبر وأوسع مراقبة ديبلوماسية أميركية للمنطقة، انطلاقاً من لبنان. ثم أن جزءاً من ذلك، يشكل ضمانات لإسرائيل في مرحلة ما بعد الحرب، حيث تحتاج إلى إدارة أميركية مباشرة للمنطقة لمواكبة التغييرات، تكون مهمتها تقديم الحلول ومعالجة المشاكل. وفي خضم ذلك هدف إسرائيل هو أن تقطع كلياً ممر السلاح إلى شرق المتوسط. وبالتوازي هدف واشنطن بعد تسلم ترامب هو تنفيذ القرارات الدولية في مختلف الملفات في المنطقة وليس فقط في لبنان.