الأثنين 1 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 2 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ما هي خطورة المرحلة الانتقالية بين بايدن وترامب بالنسبة الى الحرب؟

في اعتقاد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، أنه من المبكر لأوانه الجزم النهائي بالنسبة إلى السياسة التي سيعتمدها الرئيس الأميركي المقبل دونالد ترامب حول الحرب الإسرائيلية على “حزب الله”، مروراً بالاستهدافات للمدنيين والتدمير الهائل الذي يحصل من جراء ذلك، والخوف من مزيد من توسيع الأهداف في المرحلة الانتقالية لتسلم ترامب الحكم.

وتفيد المصادر، أن أدق مرحلة هي المرحلة الانتقالية نظراً لأسباب عديدة: أولاً، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يعطي إدارة ذاهبة، وبالتالي أن إيفاد المستشار الرئاسي أموس هوكشتاين مجدداً إلى المنطقة قد لا يؤتي بنتائج. مع الإشارة إلى أن هوكشتاين حتى الساعة ليس له جولة في المنطقة ولا مواعيد له في بيروت.

فقط يمكن للرئيس الحالي جو بايدن إن أراد وقف الحرب، الامتناع عن الاستمرار بتزويد إسرائيل بالأسلحة. يمكنه اتخاذ قرار جريء وقاسي بالنسبة إلى إسرائيل، بحيث أنه لم يعد لديه أي شيء يخسره مع نتنياهو أو مع اليهود في الولايات المتحدة بعد الانتخابات الرئاسية التي لم تتمكن مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس من الفوز. في كل الأحوال تؤكد واشنطن من جديد أنها ستسعى لوقف النار في لبنان وغزة في الوقت المتبقي لها.

ثانياً: ان الرئيس الجديد دونالد ترامب يستطيع إجراء مشاورات واتصالات مع مختلف الدول منذ اليوم الأول لفوزه من أجل وقف النار، أو من أجل أي قضية أخرى. لكن كل ما يقوم به لن يمثل سياسة الولايات المتحدة، لأن بايدن هو الرئيس ولا يمكن لترامب تنفيذ ما يتفق عليه مع الخارج حول أي موضوع. ولا يصبح أي تفاهم يقوم به ترامب أو اتفاق ساري المفعول إلا باستلامه السلطة. وطالما أن بايدن هو الرئيس حالياً لا يمكنه تنفيذ ما يقوم به ترامب إلا إذا وافق عليه وأخذه على عاتقه.

حتى الآن لا يزال هوكشتاين مهتماً جداً بإنجاز وقف للنار في لبنان توصلاً إلى تنفيذ القرار ١٧٠١ بكامل مندرجاته. إلا أن الفرص أمامه باتت ضيقة، الأمر الذي يعطي إسرائيل المزيد من الوقت للإستمرار في حربها على “حزب الله” لفرض شروط في التفاوض المرتقب بعد فرض وقائع ميدانية جديدة. الطرفان إسرائيل و”حزب الله” يتحدثان عن “الميدان” وانتظار الميدان، وهذا يعطي دلالة واضحة بحسب المصادر بأن لا إسرائيل ولا إيران يريدان وقف الحرب في هذه المرحلة. كما يؤشر إلى أن الإثنين يطمعان للحيازة على مكاسب تستخدم في عملية التفاوض الكبير لرفع سقف المطالب.

والخوف الحقيقي يكمن في أن تتحول حرب الاستنزاف بين الطرفين إلى حرب بلا ضوابط. وبالتالي أن تؤدي إلى تدمير لبنان وزرع الفوضى فيه، وفقاً للمصادر. بحيث أن ذلك يكون غاية من لا يريد الدفاع عن لبنان بل يريد هلاكه وهدمه دون أي رادع.

الرئيس الأميركي المنتخب تحدث عن وقف الحروب، كما سُرّب عن أوساطه أنه يريد إرسال موفد إلى لبنان وإسرائيل لمعالجة الأمر بدءاً من العمل لوقف النار. فهل هذا التوجه إذا حصل قبل تسلم ترامب يقطع الطريق أمام مساعي هوكشتاين؟ وهل تسعى كل من إسرائيل وإيران كلٍ على طريقته لبيع الحلول للإدارة المقبلة؟