بعد العديد من الزيارات التي قام بها الموفد الرئاسي الفرنسي للحل في لبنان جان إيڤ لودريان إلى بيروت سعياً لإزالة العقبات أمام انتخاب رئيس للجمهورية، سيزور لبنان مجدداً هذا الاسبوع، حاملاً جملة مقترحات فرنسية تأتي في اعقاب لقاء السعودية بينه وبين الوزير في الديوان الملكي نزار العلولا المسؤول عن ملف لبنان، في حضور السفير السعودي في بيروت وليد البخاري.
كما تأتي زيارته لبيروت، بعيد انطلاق عمل “اللجنة الخماسية” التي جددت نشاطها في شأن تسهيل انجاز ملف الرئاسة. ثم ان زيارته تأتي أيضاً بعيد تنسيق فرنسي-أميركي حول لبنان لوضع حد للشغور الرئاسي، وفقاً لمصادر ديبلوماسية غربية في بيروت ل”صوت بيروت انترناشونال”.
المسؤولون في لبنان يقولون ان الملف الرئاسي غير مرتبط بالوضع في غزة، الأمر الذي لا يمنع لودريان من معاودة تحركه في اتجاههم، وفي ظل ما قد يكون في صدده من معطيات تشجعه على مواصلة بحثه، ما يؤشر الى اسباب التحرك في هذا التوقيت بالذات، بحسب المصادر. واشارت المصادر، الى انه من غير المقبول ان ينهي الشغور الرئاسي عامه الثاني في تشرين الاول المقبل، ويستمر الوضع دون رئيس.
ومهما كانت اسباب الانتظار، فإنه غير مبرر لا سيما انتظار ملف غزة، والذي لا احد يعرف متى ينتهي. لذلك يتحرك لودريان مجدداً، وتتحرك “الخماسية” بالتوازي في كل الاتجاهات. والهدف تكثيف الاتصالات لحض الاطراف الداخلية على ابداء المرونة، بحيث ان فكرة التعامل مع الموضوع الرئاسي بأنه موضوع وجودي بالنسبة الى لبنان غير صحيحة. لذلك ان الفرنسيين يتحركون وسفراء “الخماسية” أيضاً انطلاقاً من هذا المنطق.
مع الاشارة الى ان لا خطة محددة أو مبادرة واضحة في الأفق، بل الأهم عدم التوقف عن المحاولة، وهذا هو صلب العمل الديبلوماسي حيث تبادل المقاربات والتقديرات لدى كل طرف.
وتقول المصادر، صحيح ان تحرك لودريان لا يمثل “الخماسية” لكن تحرك الاثنين يتكامل سعياً لانتاج رئيس. “الخماسية” ستعاود الاجتماع على مستوى السفراء في تشرين الاول المقبل، وحتى ذلك الحين ستتكشف من نتائج لقاءات لودريان في لبنان عناصر جديدة قد تضيء الطريق أمام البحث عن “خيار ثالث”. وانما من الآن وحتى موعد اجتماعها، سيتحرك أيضاً سفراؤها لدى القيادات اللبنانية، على اعتبار ان فرنسا والخماسية على الخط نفسه لناحية اعتبار ان لبنان لا يستطيع ان يكمل من دون رئيس، وان الوضع الاقليمي لا يحتمل مزيداً من الهشاشة وعدم الاستقرار، حيث يفترض ان يكون الوضع اللبناني مستقراً، ووجود رئيس يشكل الخطوة الأولى في هذا المسار. فالجبهات مربوطة ببعضها، لكن الرئاسة مستثناة بحسب ما يقوله الأفرقاء اللبنانيون، على اعتبار ان الدول لا تحكم على النوايا. وليس مستبعداً ان يلتقي لودريان سفراء الخماسية مجتمعين، حيث تتم جوجلة للأفكار والقراءات المتجددة حول السبل لإخراج لبنان من مأزقه.