رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون. رويترز
كل شيء يبقى وارداً بالنسبة إلى احتمال وجود زيارات لمسؤولين أميركيين كبار إلى لبنان لتهنئة رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة المكلف وللتأكيد على مسار لبنان الجديد.
لكن ما هو مرتقب أن يقوم رئيس الجمهورية جوزاف عون بزيارة إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لم يعلَن بعد عن أية زيارة من هذا النوع، لكن ذلك يبدو وارداً أيضاً. فالرئيس سيلبّي الدعوات لزيارة المملكة العربية السعودية، ومن ثم زيارة فرنسا.
وتؤكد مصادر ديبلوماسية غربية واسعة الإطلاع ل”صوت بيروت انترناشيونال”، أن كل العناصر الإيجابية متوافرة لكي تعود العلاقات اللبنانية-الأميركية إلى أيام العز التي شهدتها في السابق، لا بل إلى أفضل ما يرام. لدى الأميركيين علاقات ممتازة مع رئيس الجمهورية، وكذلك مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. وستكون العلاقة مماثلة لذلك مع رئيس الحكومة الجديد الدكتور نواف سلام.
ثم أنه من الضروري زيارة الرئيس واشنطن التي “يفهم عليها” و”تفهم عليه”، وفقاً للمصادر، وهو الذي يقرر ما إذا تكون زيارة رئاسية عادية أم زيارة دولة. مع الإشارة إلى أن التحضيرات للزيارة يجب أن تتناول مشاريع اتفاقات ثنائية متنوعة الأهداف.
بين واشنطن والرئيس عون علاقة ثقة واحترام منذ تسلمه قيادة الجيش وحتى الآن لدى تسلمه الحكم كرئيس للجمهورية. والرئيس عون تسلم قيادة الجيش اللبناني في مرحلة دقيقة سياسياً واقتصادياً. واستطاع الحفاظ على هذه المؤسسة وأدائها في أحلك الظروف. وكان ولا يزال لدى واشنطن الاهتمام الخاص بالجيش ودوره الوطني والذي كان وزاد التعويل عليه في بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها من خلال تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان بالكامل.
تدرك الإدارة الأميركية أن الرئيس عون الذي يهتم لحقوق الإنسان، ورفض الإرهاب، هو قادر على فتح أبواب المجتمع الدولي أمام لبنان لإعادته إلى الخارطة الدولية سياسياً واقتصادياً. وهو يدرك أيضاً السبيل للوصول بلبنان إلى هذا المستوى من الاحترام الدولي له.
والرئيس، كان سابقاً قد تلقى دورات أركان في الولايات المتحدة الأميركية. وقام بزيارات عديدة إلى واشنطن بناء على دعوات رسمية وجهت إليه آخرها كان في حزيران الماضي. كان هدفها مساعدة الجيش اللبناني وتقييم أوضاعه ومهماته، وكان يُستقبل بحفاوة بالغة لم تكن بعيدة عن مؤشرات جعلت الرئيس منذ أن كان قائداً للجيش على رأس قائمة المرشحين للرئاسة التي تقتنع الإدارة الأميركية بأمثالهم لبناء دولة كاملة السلطات على أراضيها وقرارها السياسي.
ان أي زيارة يقوم بها الرئيس إلى واشنطن والعلاقات الممتازة التي تربط البلدين، ستشكل عاملاً إضافياً في التخفيف من النقمة الأميركية والنظرة لناحية السيطرة الإيرانية على البلد. وستصب زيادة الصلات بين الإدارتين الأميركية واللبنانية في منحى علاقات من دولة إلى دولة.
من الناحية الإقليمية تنظر السياسة الأميركية عادة إلى لبنان، كدولة جارة لإسرائيل، والعلاقة مع لبنان السيد الحر المستقل ينظر إليها من زاوية المصالح الأميركية مع إسرائيل التي هي الصديق الأول والأساسي للدولة العظمى. لكن للبنان إهتمام خاص كونه سيصبح مركزاً للثقل في الاستقرار في المنطقة فضلاً عن الازدهار الاقتصادي، واستقطاب الاستثمارات.
ولن يكون مطروحاً داخل الكونغرس الأميركي الخلاف في تمويل الجيش اللبناني وتجهيزه ودعمه، كما كان الوضع سابقاً حيث كان جزءاً من الكونغرس يرفض تمويله بسبب وجود قوة ل”حزب الله”, أو بسبب اشتراط التمويل والدعم بمقاتلة “حزب الله”. الآن بات الوضع مختلفاً والجيش يضع يده على البلد ويحافظ على سيادته واستقراره وازدهاره عبر دوره في تنفيذ القرارات الدولية. ورئيس الجمهورية سيبقى راعياً أساسياً لدعم الجيش كونه الركيزة الحقيقية للاستقرار وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها. وهذا الملف في الأساس ملقى تحديداً على عاتق الرئيس عون.