النائب محمد رعد وكتلة الوفاء للمقاومة (رويترز)
تطرح أوساط ديبلوماسية واسعة الاطلاع، تساؤلات حول ما إذا يمكن الأخذ بالتهديدات التي يطلقها “حزب الله” على محمل الجد بالنسبة إلى الرد على عدم انسحاب إسرائيل، تنفيذاً لاتفاق وقف النار.
إذ تقول مصادر ديبلوماسية بارزة، أن “حزب الله” ربط وقف النار في لبنان باتفاق وقف النار في غزة. الآن حصل وقف النار في غزة وهناك تسوية يتم العمل لتحقيقها. ومن غير المتوقع أن يسير الحزب الآن عكس التيار في المنطقة حيث اتفاقات وقف النار تتوالى. مع أن إسرائيل التي تهدد بقوتها العسكرية قد تعود في أية لحظة إلى خيار الحرب في حال تم الإخلال بأهداف الاتفاقات لوقف النار. وأهدافها هي وضع حد لقدرة “حزب الله” و”حماس” في التمتع بالقوة. وفي حال عرفت أن هناك استمرار لنقل الأسلحة أو الأموال ستعود الى شن ضربات عسكرية. وما التهديد الإسرائيلي بضرب مطار بيروت سوى للتأكيد من جانب تل أبيب على أنها لن تتهاون في تحقيق هدف الاتفاق. مع انها تعرف تماماً أن المطار مراقَب من كل من السلطتين اللبنانية والأميركية.
وبالتالي، تفيد المصادر، أنه لم يعد من السهل على الحزب أن يعيد الأمر إلى المواجهات العسكرية بحسب ما توحي كل الأمور على الأرض والمعطيات السياسية التي تحكم الوضع اللبناني. فالحزب التزم بالتسوية ومن المفترض أن يستكمل التزامه بها في موازاة الانسحاب الإسرائيلي الذي يجب أن يتم هذه المرة كحد أقصى في ١٨ شباط الجاري.
وتشير المصادر، إلى أن هذه المرة الحزب مُطوَّق سياسياً وعسكرياً، ولن يكون سهلاً عليه العودة إلى الحرب، مع أنه يمكنه أن يكون عنصر غير متعاون. لكن المرحلة الآن تتطلب منه أن يندمج في تطلعاته تحت سلطة الدولة. وقد لمست المصادر، في الخطاب الأخير لأمينه العام نعيم قاسم نوعاً من الليونة والتعاون.
ثم، أن الحزب لم يعد قادراً على القيام بمعاكسة الوضع الداخلي، لأن أي منحى في ذلك يحتاج إلى داعم خارجي وتغطية كبيرة له. هذا الأمر لم يعد متوافراً الآن. وترى إيران أن من مصلحتها ترك الساحات والدخول في تسويات مع الإدارة الأميركية الجديدة. وبالتالي، أيقن الحزب أن إيران لن تدعمه وليست قادرة على ذلك وهي باتت في مكان آخر. فهي تحاول حماية نظامها وأمنها الداخلي، عبر التفاوض القائم بصورة غير علنية مع الولايات المتحدة، وليست في وارد البقاء في المنطقة كما كانت سابقاً.
وعندما أدرك الحزب كما حماس وكذلك النظام السوري، أن صفقة ما قد تمت، وأنه لا مجال أمام إيران إلا الانضباط وهي وأذرعتها في المنطقة كانت المفاجأة. فتقلص نفوذهم لصالح نفوذ الدولة وسيادتها. وما جرى هو تطويق سياسي وأمني ومالي لأذرع إيران ولنفوذها، فتعلمت الأذرع من التجربة، وأنه يجب الانضواء تحت لواء الدولة. فضلاً عن أن استخدام الشارع لن يوصل إلى أي مكان.
الأمر الآخر الذي من شأنه إستبعاد لجوء الحزب إلى الحرب، هو استناداً الى المصادر، أن لبنان الرسمي أي الدولة التي وقعت على اتفاق وقف النار تريد أن تأخذ حقوقها عن طريق التفاوض والضغط الديبلوماسي، وأثبتت كل المعطيات أن الحرب ليست حلًا. لذلك ان حدود التعاطي اللبناني هو الحد الديبلوماسي ولن يكون أكثر من ذلك.