الجمعة 8 ربيع الثاني 1446 ﻫ - 11 أكتوبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مصادر ديبلوماسية: هل يعيد "حزب الله" النظر بـ"جبهة الإسناد"؟

يشكل تفجير إسرائيل لأجهزة اتصالات لاسلكية ووقوع العديد من الضحايا والجرحى، عدواناً على العمق اللبناني. كما انه في الوقت نفسه يشكل جزءاً من الصراع القائم بين “حزب الله” وإسرائيل غداة الحرب على غزة منذ نحو ١١ شهراً، إضافة إلى أنه يعتبر تطوراً في الأعمال العسكرية في مسار هذه الحرب القائمة في الجنوب ، كما انه جزء من الرد الإسرائيلي على جبهة الاسناد التي يقوم بها الحزب، وفق مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع.

وتقول هذه المصادر ل”صوت بيروت إنترناشونال” يبدو ان قراراً إسرائيلياً اتخذ بالرد على الحزب، وحيث ان التفوق الاسرائيلي التقني العسكري على الحزب بات واضحاً والاختراق الأمني أيضاً. وبعد استهداف القيادات، هناك استهداف للعناصر عبر هذه الطريقة.

إنها حرب مفتوحة، والأخطر على لبنان، ان هناك إجماعاً إسرائيلياً على “وضع حد” لما يحصل على “جبهة الشمال” عبر الحرب الحتمية. والفارق بين المواقف الاسرائيلية الداخلية هو اللجوء إلى الحرب سريعاً أو إرجاءها بعض الوقت، لا سيما وان هناك ضغوطاً ديبلوماسية على تل أبيب خصوصاً من الادارة الأميركية بعدم اللجوء الى الحرب. وهذه الرسالة هي التي حملها الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين الى تل أبيب خلال الساعات الماضية. لذلك يتصاعد أكثر خطر الحرب، ويتصاعد أكثر خطر حصول اجتياح اسرائيلي بري للجنوب على عمق ١٠كلم من أجل ابعاد “حزب الله” عن الحدود. وتحاول اسرائيل بالتالي، أن تتعامل مع “موضوع حزب الله” عبر قدراتها الذاتية، وليس عبر المبادرات الدولية التي طرحت لإيجاد تسوية في الجنوب مبنية على تنفيذ القرار ١٧٠١.

وتعتبر المصادر، ان الخرق الكبير هو تطور نوعي في اتجاه التصعيد وليس في اتجاه التهدئة، ويوحي بأن حركة هوكشتاين الأخيرة لم تؤتِ نفعاً وفق المعادلة الجديدة في سياق تطور العملية العسكرية. هناك اصرار اسرائيلي على مواصلة العملية العسكرية توصلاً الى اقامة المنطقة العازلة، والمعركة حالياً في أوجها.

الأمر الذي يؤدي الى طرح أكثر من علامة استفهام حول ما اذا سيتوقف “حزب الله” لإعادة النظر بجبهة “الاسناد”، أم أنه سيكمل مهما كانت الأثمان عليه وعلى البلد والشعب الذي لم يعد في استطاعته تحمل المزيد من الأعباء والخسائر. وكيف سيكون أداؤه بالنسبة الى ملف رئاسة الجمهورية حيث تضغط فرنسا ومعها اللجنة الخماسية وما تمثل لعدم إطالة أمد الشغور أكثر من ذلك على مشارف عامين من الشغور الرئاسي. ثم هل سيكون هناك فك ارتباط بين الوضع اللبناني وتنفيذ القرار ١٧٠١ مع الحرب على غزة نتيجة للتهديدات الاسرائيلية القوية، وتطور مسار العملية العسكرية الى هذا النحو؟ فبعد استهداف القيادات هناك استهداف للعناصر، وهذا يمثل أيضاً استهداف للسيادة الوطنية وللأمن الداخلي اللبناني، ول”حزب الله” مباشرةً.

وتتوقع المصادر، ان تتوسع الجهود الدولية على الخط اللبناني-الاسرائيلي لدرء احتمال أي تفجير للوضع على الأرض في ظل احتدام موقفي كل من “حزب الله” وإسرائيل.