في ظل الفعل وردة الفعل القائمة في المنطقة والخوف الحقيقي من تدحرج الأمور الى حرب شاملة، يسجل نشاط ديبلوماسي مكثف وبعيد عن الأضواء، بين الدول الكبرى ودول المنطقة المعنية بالحرب الاسرائيلية على غزة وجنوب لبنان، هدفها وضع حد نهائي للأعمال العسكرية والدخول في تفاهمات توفر الاستقرار والعودة الى التهدئة، وفقاً لمصادر ديبلوماسية غربية. وبالتالي، فإن الدول الكبرى بالتوازي مع تحريك اسطولها العسكري في اتجاه لبنان والمنطقة، تعمل على خط آخر ينهي المأساة الحالية.
وتنطلق في ذلك، بحسب المصادر ل”صوت بيروت انترناشيونال”، من السعي لإقفال ملف غزة على اساس ان اقفاله يؤدي الى إقفال كل الملفات التي فتحت بالتوازي معه. ولا يزال السؤال المطروح هو كيف سيتم ذلك، وما توقيته، وهل اقتنعت كل الأطراف بأنه لم يعد هناك من جدوى للحرب الدائرة منذ نحو تسعة أشهر؟
وتكشف المصادر ل”صوت بيروت انترناشيونال”، ان هناك تفاؤلاً أميركياً على الرغم من كل الرعب في المنطقة بإمكان التوصل الى “صفقة” مع إيران يتم إعدادها، ويساهم في هذا العمل العديد من الدول في مقدمتها الأردن وقطر حيث العمل الدؤوب على مسألة الحل، كما تساهم في ذلك روسيا ومصر والخليج. وبالتالي لا يزال المجال متاحاً أمام الحل الديبلوماسي، في حين متوقع أميركياً أن لا يكون الرد من ايران و”حزب الله” موحداً ولن يمثل ضرراً، وان تعود الأمور الى محلها وان تستكمل الوساطة. وتركز الوساطة القائمة بدون ضجة على الأسرى والرهائن تمهيداً لحل نهائي.
ولفتت المصادر، انه في معنى كلام الأمين العام ل”حزب الله” حسن نصرالله فصل بين العمليات المساندة المستمرة والرد على الاغتيالات. لذلك هناك حديث الآن عن “طبخة” أو صفقة بحسب المصادر، فيأتي الرد والانتقام “في وقت لاحق”… وهذا سيتم اذا لم تحصل أية غلطة على الأرض من أي جهة.
ولاحظت المصادر، ان قاعدة عين الاسد الأميركية جرى قصفها، ولم يرد الأميركيون على ذلك ولم يرسلوا الطيران. ما يؤشر الى ان الادارة الأميركية تضحي بالرد، من أجل التوصل الى حل أوسع وأشمل وسريع. كل الدول تتحرك لتمنع الحرب بما فيها الدول التي أقفلت مجالها الجوي أمام استخدامه للحرب، كالأردن والمملكة العربية السعودية. ومنع المجالات الجوية يساهم في ضبط الأوضاع وعدم التسهيل للحرب.
وأشارت المصادر، الى ان بعثات الدول ضخمت الأمور لأنها لا تستطيع تأمين سفر مواطنيها في اطار نقل سليم وسهل اذا حصلت الضربة. وهي تفضل عودة ابنائها بالطريقة التي جاؤوا فيها. وشركات الطيران تخاف من ان تستهدف طائراتها اذا حصلت أعمال عسكرية ومن الجو، ما أدى الى حصول حالة من الذعر والخوف.
كما أشارت الى ان الأجواء المرعبة السائدة على الجانبين اللبناني والاسرائيلي، من شأنها المساعدة في استيعاب الحلول التي ستطرح، بمعنى استيعابها من جانب الرأي العام الداخلي لدى كلا الطرفين.
ولفتت المصادر، الى انه اذا تمت “الصفقة” المطروحة حالياً، تتوقف العمليات العسكرية، ويبقى الانتقام موضوع آخر. وهذا المناخ مرجح التوصل اليه ما يعيد الاستقرار والهدوء الى لبنان والمنطقة.
وتريد واشنطن التشديد على نفي أية علاقة لها بالاغتيالات وكذلك نفي أن يكون رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حصل على ضوء أخضر أميركي لمنحى تصعيدي خلال وجوده في الولايات المتحدة. فضلاً عن ان هناك تشديد أميركي على رغبة صادقة وواضحة من الرئيس جو بايدن في اصراره على وقف النار وبسرعة من أجل فتح باب الحلول، واستدامة الاستقرار والهدوء.