من خلف شاشة ضخمة ومن داخل مخبئه السري اطل امين عام “حزب الله” حسن نصر الله، ملقياً كعادته خطاباً حمل جملة من الاكاذيب والتناقضات، مثبتاً من جديد انه المعرقل الاساسي لقيام دولة لبنان، والمدافع الاساسي عن ايران، فلم يغفل في خطابه الذي تطرق فيه الى الملف اللبناني و”التدخل الأميركي” و الشأن الحكومي، الحديث عن التقرير الذي تداول هذا الاسبوع عن مسؤول في الحرس الثوري الايراني هدد بأنه فيما لو هاجمت إسرائيل ايران سيأتي الرد من لبنان، فجاء التبرير من نصر الله بأنه يريد ان يوضح للجميع ان “ايران هي التي سترد على أي هجوم ضدها”.
في الوقت الذي كان فيه نصر الله يتهم الأميركيين بانهم يحاولون توظيف الاحتجاجات في الدول بما يخدم مصالحهم، ويعلنون دعمهم هذه الحركات واستعدادهم لتقديم العون والمساعدة، لكن بما يخدم مشاريعهم وشروطهم، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على ثلاثة أشخاص متهمين بغسل الأموال لصالح حزب الله اللبناني، حيث اكدت في بيان أن لبنانيين وشخصا يحمل جنسية جمهورية الكونغو الديمقراطية ساهموا في جمع الأموال وغسلها لصالح الحزب، وقالت إن المعلومات الواردة لها “تؤكد مشاركة حزب الله وشركائه في نشاط اقتصادي غير مشروع يعطي الأولوية له على حساب مصالح الشعب اللبناني” وبأن الولايات المتحدة تدعم مطالبة الشعب اللبناني بـ”إنهاء الفساد وتمويل الإرهاب الذي يزدهر في بيئات فاسدة “.
لم يخجل نصر الله من تكرار اكاذبيه حيث اكد انه”وفق بومبيو، فإنّ الخطر هو حزب الله والولايات المتحدة حاضرة لمساعدة اللبنانيين التخلّص من هذا الخطر. بكل فخر واعتزاز، إنّ حزب الله هو خطر على اسرائيل في مسألة الأمن والمياه والآن النفط والغاز. ولأنّ اسرائيل لم تستطع معالجة هذا الخطر، ها هي تستغلّ الوضع الاقتصادي اللبناني”… وكأن نصر الله لم يضيّع البوصلة ولم يتدخل في حروب المنطقة من العراق الى سوريا واليمن، وبأنه في حرب تموز 2006 لم يقل عبارة “لو كنت اعلم”، اما طريق القدس “الشماعة” التي يتكئ عليها في خطاباته فلم يفكر في سلوكها على الرغم من ترؤسه “حزب الله” منذ 27 سنة.
وفي الملف الحكومي، اثبت نصر الله انه المعرقل الاساسي بعد رفضه بقاء التيار العوني خارج الحكومة ورفضه لحكومة تكنوقراط، اما قمة الكذب التي وصل اليها فكانت في حديثه عن الثورة في لبنان، حيث قال وخلافا لخطاباته السابقة بان الثوار لم يهتفوا بشعارات ضده متناسيا شعار “كلن يعني كلن ونصر الله واحد منهم”، وبأنهم يعاتبونه لانه لم ينضم الى الثورة وما تعرض انصاره للثوار الا لشتمهم ايران، كما قال أنه دعا أنصار حزب الله وحركة أمل إلى ضبط الأعصاب والصبر والتحمل وعدم الانجرار إلى أي توتر، وبأن الحزب والحركة شكلا لجاناً لضبط شارعهما رغم الاستفزازات الكثيرة التي تعرض لها… كل ذلك بعد ان سمح لمناصريه على مدى ما يزيد عن خمسين يوما التعرض للثوار في الرينغ ورياض الصلح وساحة الشهداء، حيث ضربوا الثوار واحرقوا الخيم في مشهد يدل على مدى بربريتهم وحقدهم على الاخرين.
لايزال نصر الله يتلاعب ويقامر بحاضر ومستقبل لبنان، وهو الذي اعلن مراراً وتكراراً أنه فخور بأنه جندي في حزب ولاية الفقيه، وبأن” قيادتنا وإرادتنا وولاية أمرنا وقرار حربنا وقرار سلمنا هو بيد الولي الفقيه”، ما يعني ان هدفه الاول والاخير حماية ايران وبأنه سُلّط على لبنان وشعبه لادارة مصالح طهران فيه، ولهذا لا يخجل من تناقضاته ولا من اكاذيبه كونه ينطق بما يطلبه منه اسياده.
المصدر: راديو صوت بيروت إنترناشونال