سلاح حزب الله
ماذا يعني التغيير الذي طرأ على مسؤولية الملف اللبناني لدى الإدارة الأميركية، بعد رغبتها في تعيين خلف لمورغان أورتاغوس والمرجح أن يكون السفير توم باراك الموفد الأميركي إلى سوريا، وهو الذي يشغل منصب السفير الأميركي لدى تركيا، وباراك كان عُيّن حديثاً موفدًا إلى سوريا؟
يؤكد مصدر ديبلوماسي غربي واسع الاطلاع، أن تغيير الموفد المعني بالشأن اللبناني لا يعني على الإطلاق تغييراً في سياسة واشنطن لا سيما تلك التي تم رسمها غداة وصول الرئيس دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة من جديد.
وبالتالي، لن يكون هناك تراجع في المسار الذي انطلق بالنسبة إلى نظرة واشنطن إلى لبنان الدولة والسيادة وبسط سلطتها على كامل أراضيها وتفعيل مؤسساتها على أسس الإصلاح والنهوض الاقتصادي. لا بل ان هناك تشدداً أميركياً حول تنفيذ اتفاق وقف النار. وقد أبلغت واشنطن المعنيين أن تنفيذ الاتفاق لا مفر منه، وأن لا تراخي في الأمر، لأن الإدارة الأميركية تريد إقفال هذا الملف والذهاب نحو التسوية الكبرى في المنطقة، والتي يجب على لبنان أن يكون جزءاً منها.
ثم هناك مسار آخر، يجب أن يذهب إليه لبنان من تلقاء نفسه ومقتنعاً بذلك، لأن بقائه بعيداً عنه لا ينعكس إيجاباً على أوضاعه، ووفقاً للمصدر ألا وهو العلاقات الطبيعية مع إسرائيل، لبنان لن يكون في مرحلة لاحقة بعيدًا عن هذا التيار في المنطقة. لذا ان تعيين باراك أو غيره يمثل إدارة للمنطقة ولملفاتها من تركيا. وعبر زيارات مكوكية إلى كل من لبنان وسوريا وإسرائيل.
إن هذه المهمة تمثل نظرة أكثر شمولية للإدارة الأميركية إلى قضايا المنطقة وملفاتها التي ستكون مترابطة تحت عنوان العلاقات الطبيعية مع إسرائيل، والاتفاقات الإبرهيمية التي يسعى ترامب لتحقيقها قريبًا.
ويشار إلى أن باراك كان كتب قبل أسبوعين على إحدى المنصات، بما معناه، أن الولايات المتحدة كانت تتدخل بالكبيرة والصغيرة في المنطقة وفي الدول. والآن انتهت أيام التدخل الغربي، ويجب على كل دول المنطقة أن يجدوا عبر الأسلوب الديبلوماسي، حلولاً في ما بينهم ويعملون لمستقبل المنطقة، ومستقبل المنطقة يحددها أهل المنطقة.
ويكشف المصدر، أن الإدارة الأميركية تريد أن تنطلق بنظرتها إلى المنطقة من زاوية شمولية. ذلك أن تركيا لديها علاقات مع إسرائيل، وسوريا ذاهبة إلى هذه العلاقات بصورة صاروخية، ويبقى العمل والسعي لإلحاق لبنان بهذا المسار. وبالتالي، لن يكون هناك تلكؤ أميركي في هذا المجال. إنها النظرة الشمولية، وعلى دول وأبناء المنطقة الذهاب في هذا المسار من تلقاء نفسهم، وإيجاد المخارج المناسبة أمام الرأي العام. وبالتالي أن “أهل المنطقة” سيسيرون لترتيب مستقبل منطقتهم بذاتهم، ولكن من ضمن الإطار الذي تضعه واشنطن وليس غير ذلك.
ويؤكد المصدر، أن الأمر سيعبر عن تغيير ما، ويعني حصول نقطة تحول في المنطقة، عبر مبادرات من الدول المعنية، إنما وفق الخط المرسوم أمريكيًا، أي التطبيع، والانفتاح، والسلام ، وضب السلاح. على أن يتم ذلك وفق فكرة شاملة، وليس على القطعة. إنه كمثال “السيستام” الذي ستسير دول المنطقة بحسب قواعده، ومن يريد أن يبقى خارجه سيدفع الثمن.
من هنا لا علاقة لأداء أورتاغوس بقرار تنحيتها عن منصبها، أو لأي نظرة عبرت عنها. هي موظفة في النهاية وتعبر عن أفكار إدارتها، لا بل إنها ستحظى بمركز مهم أيضاً منتظر لها.