الأثنين 1 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 2 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل تطلب إسرائيل دوراً روسياً لرفع الغطاء عن إيران و"حزب الله" في سوريا؟

تحارب إسرائيل إيران وأذرعها في المنطقة على مختلف الجبهات وليس فقط على جبهة لبنان حيث تسعى للقضاء على سلاح “حزب الله” وسبل إمداده، إنما أيضاً هي تعمل على خط العراق وسوريا واليمن.

بالنسبة إلى سوريا القصف الإسرائيلي يتوالى على مواقع لـ “حزب الله”. أما بالنسبة إلى التفاوض فهي تعول على دور روسي أساسي في سوريا لوضع حد لوجود سلاح “حزب الله” أو انتقاله من سوريا إلى لبنان، حيث لطالما كانت سوريا معبراً أساسياً لهذا السلاح، وفقاً لمصادر ديبلوماسية غربية ل”صوت بيروت إنترناشونال”.

إسرائيل بحسب المصادر تعمل على مسارين خلال حربها المتعددة الخطوط: استمرار العمل العسكري، وتسريب مبادرات لوقف النار. وبالنسبة إلى خط مرور السلاح من سوريا، فإن إسرائيل تريد ضبط هذا الموضوع، فضلاً عن خفض سلطة الحزب في سوريا عبر تدخل روسي، لأن روسيا لها اليد الطولى في النفوذ داخل سوريا. ولهذه الغاية كان زار وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر موسكو لبحث هذا الاقتراح. وديرمر مقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويعمل بين إسرائيل والإدارة الأميركية بشكل حثيث. وقد يكون لتحركه في اتجاه موسكو رضا أميركي، ولو كانت واشنطن لا تريد لروسيا دوراً جوهرياً أقله في الحل في لبنان. لكنها قد تقبل بدور روسي بالنسبة إلى خفض النفوذ الإيراني ونفوذ وكلاء إيران في سوريا، على اعتبار أنها ضابط الإيقاع هناك.

وتقول المصادر، أنه من الواضح أن ما تقوم به إسرائيل في سوريا هو ضرب خطوط الإمدادات للحزب وضرب قواعده العسكرية، فضلاً عن ضرب أهداف إيرانية، وهي تقوم بذلك على الرغم من وجود منظومة دفاعية روسية قوية. ولاحظت المصادر أن هناك دول عربية فاعلة حاولت تحييد الرئيس السوري بشار الأسد عن الحرب الدائرة مع إسرائيل وعن الصراع الحاصل. وهو عملياً أيضاً يحاول تحييد نفسه وموقعه عن هذا الصراع أيضاً. فهو من جهة لا يمنع إيران من إرسال الأسلحة للحزب، ومن جهة ثانية لا يمانع في أن تستهدف إسرائيل إيران والحزب معاً داخل سوريا، في الوقت نفسه.

وتسأل المصادر، في أي توقيت سيتخذ الأسد قرارًا بوقف استخدام الأراضي السورية ممراً للمشاريع الإيرانية. وهذا بالضبط هو هدف غربي وعربي في آنٍ معًا. كما تسأل: إلى أي مدى إيران قادرة على الاختراق لدى الأسد؟ مع الإشارة إلى التغييرات التي أقرها الأسد داخل الأجهزة الأمنية.

إسرائيل، بحسب المصادر، ستستمر في توجيه ضرباتها داخل سوريا، لأن الوضع السوري أساسي في مسألة وقف الإمدادات.

وتؤكد المصادر أن المرحلة الانتقالية في الحكم لدى الولايات المتحدة، هي مرحلة ضبابية. لدى كل من إسرائيل وإيران أجندته، وهناك إدارة جديدة في واشنطن. وإسرائيل إذا وجدت أن ما سيطرحه الرئيس دونالد ترامب لا يناسبها فهي لن توافق عليه. وترامب في نهاية المطاف، لن يعادي إسرائيل. وعلى خطٍ موازٍ روسيا لديها مصالح مع إيران، لكن إلى أي مدى ومن خلال مقاربة دولية-عربية هناك قدرة على إقناع إيران بضبط نفوذها. وترامب أيضاً سيقوم بضغوط على إيران لتوقف تدخلاتها في المنطقة، وتسليحها للمنظمات. لكن هل تستجيب لدرجة توقف كل ذلك؟ ليس هناك حتى الآن من مؤشرات أن هناك رادع أمام كلٍ من إيران وإسرائيل يجعلهما لا يذهبان بعيداً في منطق كليهما.