الجمعة 8 ربيع الثاني 1446 ﻫ - 11 أكتوبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل فرنسا بعيدة عن مفاوضات وقف النار في غزة؟

تستمر المفاوضات بين “حماس” وإسرائيل في القاهرة بوساطة كل من الولايات المتحدة وقطر ومصر. وتضغط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإحراز وقف نهائي لإطلاق النار والبدء بالتسوية التي تستند الى الخطة التي كان أطلقها والتي تطال أيضاً الجنوب اللبناني.

وتسير المفاوضات عبر مجموعات عمل لمعالجة القضايا المتبقية، وتبدو اللقاءات القطرية والمصرية مع المسؤولين الإيرانيين على جانب كبير من الأهمية وتحدد مسار التفاوض. ولاحظت أوساط مطلعة أن فرنسا ليست وسيطاً في هذه المرحلة على الأقل ظاهرياً. فهل دورها موجود مع المفاوضين أم أنها تنتظر نتيجة التفاوض لتعاود البناء على الشيء مقتضاه لا سيما وأن لديها أفكار للحلول حول غزة وحول لبنان وطرحتها مع قادة المنطقة؟

يؤكد مصدر ديبلوماسي فرنسي لـ”صوت بيروت انترناشونال”، ان فرنسا حاضرة في مختلف الجهود التي تتوقع ان تؤدي الى وقف النار.

ويقول المصدر بالنسبة الى لبنان طرحت فرنسا ورقتها وطلبت أجوبة من كل من لبنان وإسرائيل في إطار تشاوري تحضيراً لمسار تفاوضي يمكن ان ينطلق في أية لحظة. فرنسا والولايات المتحدة متمسكتان بالقرار ١٧٠١ وهناك اعتراف أنه الإطار الأنسب والوحيد لإيجاد حل في الجنوب، وهذا ينطلق في المبادرتين الأميركية والفرنسية من معالجة مشكلة الأسلحة الظاهرة وصولاً الى رفع السقف حول الأسلحة غير الظاهرة. كل ذلك عرضة للتفاوض، وهناك دعم علني من فرنسا للتفاوض الحاصل في القاهرة وقبله في قطر على الرغم من عدم مشاركتها مباشرةً فيه من أجل وقف الحرب في غزة وتالياً لبنان. وكل ذلك يحصل ضمن خطة الرئيس الأميركي جو بايدن وفرنسا غير بعيدة عن الإدارة الأميركية في ذلك.

بالنسبة الى واشنطن وباريس، يشير المصدر الى أن تنفيذ القرار 1701 يمكنه أن يوفر الأرضية اللازمة لسلام طويل الأمد والتمديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل” هو ضمانة لتطبيق هذا القرار بشكل كامل، خلافاً للمرحلة السابقة ما بين الـ 2006 و٧تشرين الأول الماضي والتي كانت تميزت بتنفيذ جزئي ومنقوص لهذا القرار. اليوم التركيز على استكمال تنفيذه بصورة كاملة، ولا ضرورة لخلق إطار جديد، فالإطار موجود.

وأوضح المصدر أن الخطر من اندلاع حرب على لبنان يبقى قائماً، لكن طالما ان التفاوض قائم ان في قطر أو القاهرة، فهذا يعني أن الفرصة لا تزال معطاة للديبلوماسية بدلاً من الحل العسكري، واستمرار التفاوض لا يعني ان التقدم والخرق قد تحقق، انما السعي مستمر لحصول وقف نار على الجبهات. ويتمثل المسعى الفرنسي المواكب للتفاوض على مستويات ثلاثة، الأول: مستوى الاتصالات التي يقوم بها الرئيس إيمانويل ماكرون مع رؤساء وقادة الدول بما فيها الرئيس الإيراني الجديد. والثاني: على مستوى وزراء الخارجية وحيث يقوم الوزير ستيفان سيجورنيه “بجهد كبير للتهدئة” وزار لبنان والمنطقة ثلاث مرات، وزار مصر مع نظيره البريطاني بعد زيارته الأخيرة للبنان لاستطلاع التفاوض. والثالث: مستوى الاتصالات التي يقوم بها السفير الفرنسي لضبط النفس وتجنيب لبنان ويلات الحرب الشاملة.

ويشير المصدر، الى ان فرنسا في إطار اتصالاتها الدولية والإقليمية تعمل على خطين:

الأول: عرض التعاون والمساعدة في ضوء المعطيات حول مسار التفاوض، والثاني: وضع نفسها في حالة جهوزية لما تتطلبه مرحلة ما بعد وقف النار من تسويات وحلول للمساهمة في إنضاجها وتوصلها الى تحقيق الاستقرار. وفرنسا ترفض توسيع الحرب لتشمل الضفة الغربية.