الثلاثاء 13 محرم 1447 ﻫ - 8 يوليو 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل من خطورة أن يصبح وضع اليونيفيل كوضع الأونروا وما النتائج المترتبة؟

تتخوف مصادر دبلوماسية من أن يصب التعامل الإسرائيلي وأداء حزب الله مع القوة الدولية العاملة في الجنوب اليونيفيل في خانة أحداث فراغ في الجنوب على الأرض، فالطرفان يريدان الفراغ ويناسبهما إسرائيلياً لاحتلاله والتوسع في السيطرة عليه وحزب الله كونه يأمل بالعودة إليه مسلحا كما كان الواقع قبل الحرب الإسرائيلية عليه.

مع العلم انه يدرك ان من الصعب جدا اذا لم يكن مستحيلا حصول ذلك لانه ليس هو اللاعب الوحيد على الارض في هذه المنطقة التي لا يزال وضعها يهدد الامن والاستقرار كما يهدد تنفيذ القرار01 17 بكامله كما يهدد تنفيذ اتفاق وقف النار ايضا.

وتؤكد المصادر ان الطريقة التي يتم التعامل فيها من جانب الاهالي في الجنوب المدعومين من حزب الله مع اليونيفيل، تقوي حجة اسرائيل بطريقة غير مباشرة كما

تقوي حجة الامريكيين الذين يقفون وراء اسرائيل في موضوع وجود هذه القوة في الجنوب، فالولايات المتحدة لم تعبر علنا بعد عن موقفها من التمديد للقوة، لكنها تقول علنا انها تريد خفض التمويل لكل قوى حفظ السلام في العالم. وقد تكون تريد تطبيق ذلك على اليونيفيل.

في كل الاحوال هذا سيظهر خلال الاتصالات والمشاورات الدولية حول مشروع القرار الذي ستقدمه فرنسا للتمديد لهذه القوة في اب المقبل، انما المواقف الاستباقية كلها لا تؤشر الى ان التمديد سيحصل بصورة عادية وتقنية، لا بل ان هناك تحسبا لبنانيا لكل شيء هذا على المستوى الرسمي. لذلك بدا الان لبنان التاكيد امام الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان عن حاجته الماسة للابقاء على هذه القوة والى مساعدة فرنسا في هذا المجال. مع الاشارة الى ان فرنسا وروسيا والصين تقفان الى جانب ابقاء اليونيفيل في الجنوب. وهم يؤيدون عدم اهتزاز الستاتيكو المتعلق بوضعيتها، لانها توفر مناخ الاستقرار وتقوم بوضع التقارير حول كل التطورات الجنوبية بحرا وبرا وجوا كما انها تؤازر الجيش في مهمته بسط سلطة الدولة وتقوم بمراقبة الوضع الميداني.

ولا تستبعد المصادر ان تقبل هذه الدول الثلاث بحصول بعض التعديلات على اداء اليونيفيل،في القرار الجديد الذي سيصدر عن مجلس الامن لتجديد ولايتها لاسيما حول حرية حركتها ارضاء للامريكيين اذا ابرزوا موقفا متصلا بقطع التمويل للقوة او خفض عددها. لان هدف الدول الثلاث في النهايه تمرير التمديد وابقاء القوة في منطقه عملياتها تنفيذا للقرار 1701.

الامريكيون قد يضغطون بسحب التمويل والخوف من ذلك هو ان تصبح اليونيفيل، على غرار الاونروا مؤسسة ميتة بعد قطع التمويل عنها. وحلت محل الاونروا منظمة اخرى يتحكم بها الاسرائيليون، والخوف اكثر ان كل ما يحصل عمليا يؤدي مع الوقت الى موت القرار 1701، واستبداله باللجنة الدولية لوقف اطلاق النار والتي لا تقوم بعملها كما يجب ايضا، ما يطرح علامات استفهام امام المرجعية في موضوع الاستقرار في الجنوب. فلا يعود للبنان القدرة على تقديم شكوى الى مجلس الامن لخرق القرار، واذا قدم اي شكوى للجنه لا تعالجها كما يجب.

والخوف ايضا يتمثل بنقطه اخرى وهي ان اي توجه يكرس في مجلس الامن لخفض عدد القوة او خفض مدة ولايتها سيؤدي ايضا الى سحبها في السنة المقبلة بالكامل. وخفض العدد لا يتناسب مع احتياجات الاستقرار جنوبا. وبالتالي تكون هناك خطة مبرمجة لانهاء وجودها.

السؤال المطروح هو هل الدوافع الحقيقية لما يحصل في الجنوب وخطورته ستؤدي الى وجود قوات دولية تحت الفصل السابع تفرض السلم فرضا؟ ام ان ما يحصل سيعقد الامور اكثر ويفتح الجنوب على صراعات يتم التحضير لها اذا انسحبت القوة الدولية لتملأ الفراغ من بعدها؟ ان المسالة تنذر بخلط اوراق خطير اذا ما تم استدراكه منذ الان وبسرعة.