الجمعة 8 ربيع الثاني 1446 ﻫ - 11 أكتوبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل يبقى الوضع اللبناني والإقليمي على حاله خمسة أشهر إضافية؟

ترسم مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، صورة قاتمة لما يمكن أن تشهده الساحة الإقليمية ربطاً بالحرب الإسرائيلية على غزة وتوسعها لتشمل الضفة الغربية، وانعكاسات كل ذلك على وضع لبنان بدءاً من ملفه الرئاسي وصولاً الى الوضع مع اسرائيل.

اذ تشير هذه المصادر ل”صوت بيروت انترناشونال”، ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يبدو أنه في وارد الرد على دعوات الإدارة الأميركية اليه بوقف الحرب. اذ لا يزال الكلام عن اتفاق لوقف النار حبراً على ورق من جهة، والحرب على الضفة الغربية تتوسع ومن غير الواضح ما اذا ستبقى محدودة في الزمان والمكان، أو أنها ستسير وفق الخطة التي سارت بها الحرب على غزة، من جهة ثانية. ومنذ اللحظة التي أعلن فيها الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من المعركة الرئاسية الأميركية، لم يعد نتنياهو يكترث لتوجيهاته، اذ ليس ما لديه ليخسره. ونتنياهو يتطلع الى نتائج الانتخابات الرئاسية، حيث يفضل فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب القريب من سياسته. حتى اذا فازت المرشحة الديمقراطية كاميلا هاريس فإنها ستعمد، وفقاً للمصادر الى تغيير الطاقم الرئاسي بالكامل ولن يكون الأمر بعيداً أيضاً عن مصير الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين. وبالتالي تتوقع المصادر، ان يبقى الوضع الإقليمي واللبناني على حاله لمدة أقلها خمسة أشهر لاتضاح صورة الحكم في الولايات المتحدة وأداء الفائز.

إيران في هذا التوقيت تلجأ الى خفض التصعيد، وهي تكترث لرغبات الإدارة الأميركية وفقاً للمصادر، وتجلى ذلك في موقفها العملي من الرد على الاغتيالات على الرغم أن ليس هناك من توازن في القوة العسكرية في الأساس بين إيران وإسرائيل التي تبقى الأقوى وتحظى بدعم عسكري غربي واسع النطاق. في سلوك إيران مؤشر الى أنها لا تتردد في إقامة أي تفاهم مع الإدارة الحالية أو مع إدارة جديدة اذا فاز الحزب الديمقراطي، وهي تدرك تماماً أن فوز إدارة جمهورية سيضع إمكانات التفاهم مع إيران في غموض كبير نظراً للتشدد الذي تمتاز به بالنسبة الى العلاقة مع إيران وحلفائها في المنطقة. وبالتالي، ان سلوكها الراهن يشكل رسالة سياسية واستعدادات لتفاهمات حول المنطقة.

لذلك لدى إيران مصلحة بالتفاهم مع الحزب الديمقراطي على رأس الحكم، أكثر مما لديها فرص للتفاهم مع الجمهوريين. وفي انتظار التسوية الكبرى، تستمر المفاوضات الأميركية-الايرانية البعيدة عن الأضواء من دون أن يرشح عنها حتى الساعة أية نتائج. وفي المقابل يستمر نتنياهو بالضغط على الإدارة الحالية على الرغم من أوضاعه الداخلية الصعبة، للمماطلة في التوصل الى وقف نار نهائي آخذاً المنطقة برمتها الى أفق مجهول.