يستمر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، في تكثيف المساعي مع مختلف الدول الفاعلة لتجنيب لبنان حرباً اسرائيلية كبيرة.
الأميركيون وفقاً لمصادر ديبلوماسية بارزة قاموا خلال نهاية الاسبوع وخلال الساعات الماضية بجهود مضنية لإعادة ضبط الأمور على جبهة لبنان، وأبلغوا لبنان أنه بالإضافة الى جهودهم، فإنه على “حزب الله” أن يبادر بالتهدئة وأن يوقف نشاطه العسكري ضد اسرائيل.
لكن في هذه الحالة هل ستوقف اسرائيل الحرب حتى ولو أوقفها “حزب الله” هذا هو السؤال الذي تطرحه الاتصالات القائمة، لأن المصادر تستبعد أن توقف اسرائيل حربها حتى لو توقف “حزب الله” عن الحرب.
الوزير عبدالله بو حبيب يجري لقاءات مهمة في نيويورك على هامش تمثيله لبنان في افتتاح أعمال الدورة ال٧٩ للجمعية العامة للأمم المتحدة التي انطلقت أعمالها وسيلتقي مسؤولين أميركيين بارزين كما انه سيلتقي العديد من الشخصيات الدولية. وعادة ما يكون حضور المسؤولين في الدول هذه المناسبة، في نيويورك محطة للتداول في كافة التطورات، خصوصاً الآن ما يجري في لبنان والمنطقة.
مع الاشارة الى ان معظم المسؤولين الكبار في الديبلوماسية موجودين حالياً في نيويورك وعلى رأسهم الرئيس جو بايدن. كما ان الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين موجود في نيويورك أيضاً.
وتقول المصادر ل”صوت بيروت انترناشيونال” ان السؤال الكبير هو هل ستستجيب اسرائيل للضغوط الأميركية المتجددة لوقف الحرب على لبنان؟ هناك موقف لافت للرئيس الاسرائيلي، الذي قال ان بلاده لم تقل ولا مرة أنها ترفض الحل الديبلوماسي، ان هوكشتاين يقوم بجهده مع بلاده ومع لبنان، وان آخر همه العلاقات الدولية، حين يأتي التعامل مع الارهاب، مؤكداً ترحيبه بالجهود الأميركية.
يهم هوكشتاين وفقاً للمصادر، إعادة سكان الشمال الاسرائيلي، ومن الأولويات ان يتخذ “حزب الله” الخطوة الأولى. فإلى أي مدى سيوقف ارتباطاته وان يقوم باتخاذ هكذا خطوة؟
واسرائيل بحسب المصادر، تريد منطقة عازلة منزوعة السلاح والوجود ل”حزب الله”، من دون ان يكون تنفيذ ال١٧٠١ بالكامل في برنامجها. وهي تسير في ضرباتها وفقاً لهذا الهدف مضافاً الى هدف خلخلة القيادة لدى الحزب.
الحزب وسّع من دائرة قصفه أيضاً، واذا بقيت الأمور على هذا المستوى التصعيدي من الطرفين، فإن من المرجح أن تطول الحرب اذا فشلت الوساطة الأميركية.
وفي المجال الأوسع، هناك اتصالات أميركية-ايرانية عبر سلطنة عمان، وهناك من يتحدث عن اتصالات مباشرة بينهما، بحسب المصادر. ان مؤشرات الكلام الأميركي حول الانسحاب الأميركي من العراق بنهاية ال٢٠٢٥، وزيارة نائب وزير الخارجية الى تركيا يحمل حصول مستجدات متصلة بأوضاع المنطقة في ضوء التحضيرات لأية تسوية. فتركيا مهتمة بالملف الكردي في سوريا وواشنطن متعاونة مع الاكراد في سوريا، كما ان تركيا مهتمة بالملف الكردي في العراق.
كما ان اي انسحاب أميركي من العراق يوجب مباحثات مع تركيا لتوفير امدادات النقل للقواعد الأميركية في سوريا عبرها بدلاً من العراق. كل هذا المناخ الذي يستجد في المنطقة له دلالاته، وانعكاساته على حربي غزة ولبنان وعلى التوصل الى تسويات في مختلف ملفات المنطقة لاحقاً.