الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أبناء "الخامنئي" ينشدون تحت "عباءة" الشيوعي

مؤسف المصير الذي انتهى إليه الحزب الشيوعي اللبناني، فبعد ان كان املاً للدولة العلمانية والمدنية التي يتطلع اليها كثر في لبنان، بات راية حمراء في يد حزب الله تستخدم “غب الطلب”.

شراذم ما تبقى من الحزب الشيوعي وتنظيمات يسارية أخرى باتت مجرد مجموعات ترفع أعلام وشعارات يسارية لإعطاء تلوينه ومشهد تنوع لسياسة الفكر الواحد، ومضحكة كانت التظاهرة التي دعا اليها حزب الله امام السفارة الأميركية في بيروت حيث تنوعت الرايات بين شيوعي وقومي وناصري ينشدون “نحن أبناء الخميني وهتفنا بالولاء لعلي الخامنئي”.

لسنا ندري إذا ما كان اليسار الممتد من هضاب بوليفيا إلى مجلس شورى حزب الله، ترك المبادئ العلمانية واعتنق المذهب الشيعي واقسم بالولاء لولاية الفقيه، ولا ندري ما الذي يجمع بين الخامنئي وشيوعية كارل ماركس تشي جيفارا، إلا إذا كان هناك مذهب فكري وديالكتيك تطور مع الأمين العام السابق للحزب الشيوعي خالد حدادة وورثه الأمين الحالي حنا غريب.

إذا عدنا سنوات الى الوراء، نستذكر الحزب الشيوعي الى جانب الحركة الوطنية التي قاومت إسرائيل ودحرها خارج بيروت، وتستذكر ايضاً مئات الشهداء الشيوعيين الذين سقطوا غدراً على جبهات الجنوب برصاص خلفي لخطف “المقاومة” واعطائها صبغة إسلامية باتفاق سوري – إيراني، بعد ان انغمست كل الأطراف في مكيدة الحرب الاهلية اللبنانية.

اما في إيران، وللتاريخ شكل حزب “توده” الشيوعي التهديد الفعلي لنظام الشاه وتمدد في أوساط الطبقات الفقيرة والمتوسطة وبات القوة الأولى التي كادت ان تأتي بديلاً عن الشاه في حكم إيران، الا انه حينها ولسوء حظ “توده” وقع الحزب الشيوعي الإيراني على خط الاشتباك بين تضارب المذاهب الفكرية بين الشيوعي الصيني الشيوعي السوفياتي فوقع فريسة “التطرف”، فحينها كان أفضل للغرب دعم “التطرف” لمواجهة التوسع الشيوعي في الشرق الأوسط في اوج مرحلة جمال عبد الناصر، فانتصر تيار “الخميني” وقتل الشيوعيين لأنهم كفار.

ربما يتساءل البعض ما الهدف من اغتيال المناضل جورج حاوي، الا ان المشهدية الحالية كفيلة بالإجابة. اغتيال حاوي كشف عن أن الذين تولوا قيادة الحزب الشيوعي اللبناني قرروا أن يكون موت قائدهم التاريخي درساً في الخضوع والاستسلام، وأحالوا تهمة قتل حاوي إلى عوالم الغيب، وعلى هذا المنوال أيضاً أحالوا كل ما أصاب الشيوعيين على يد من كانوا يسمونهم “الظلاميين” وعلى يد الوصاية السورية إلى الكتمان والتغاضي والتناسي، وباتت أقصى طموحاتهم أن ينالوا كرسياً في الصف الأمامي في مهرجان خطابي “ممانع”، أو حتى أن تظهر رايتهم إلى جانب رايات الحلفاء في “لوغو” بحجم سنتيمتر واحد خلف عمامة “السيد”.

الحزب الشيوعي المتذلل لنظام الأسد، والذي أنكر حق الشعب السوري بالثورة، هو غير الحزب الشيوعي الذي ساهم في إطلاق المقاومة الوطنية ضد الاحتلال، وبات دوره كما يقال عنه مزاحاً، إنه “الفرع الكحولي” لحزب الله.