الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أرباب الانهيار في حوار بعبدا!

من الواضح ان الهدف الأساسي من دعوة رئاسة الجمهورية الى الحوار هو لملمة أشلاء العهد تحت عنوان “درء الفتنة”، فالرئيس عون يقترب من بداية الثلث الأخير في ولايته، ويسعى لإنقاذ صورته المتشظية امام الراي العام المحلي والدولي في ظل التحديات التي تواجه كيانية الدولة اللبنانية على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي وسيادة الدولة.

في العادة كل دعوة للتلاقي والحوار ومسعى إيجابي هو امر جيد، لكن بعض الأوساط السياسية رصدت بهذه الدعوة محاولة لفك “الحصار” المحلي والدولي عن حزب الله الذي يريد التمترس خلف مشهد وطني جامع من جهة، كما هو محاولة “عونية” لرمي مسؤولية فشل العهد على الجميع وإخراج نفسه من دائرة الاستهداف المباشر من جهة أخرى، إضافة الى محاولات إجهاض الانتفاضة الشعبية.

الاستنجاد والاغراء

وترى الأوساط انه بالرغم من استنجاد الرئاسة الأولى برئيس المجلس النيابي نبيه بري لإقناع بعض القوى السياسية المشاركة، إلا ان إجماع رؤساء الحكومة السابقين على المقاطعة قد يكون أجهض الحوار المرتقب، وخاصة ان محاولة “الاغراء” التي سربت بأن الحوار قد يكون مدخلاً لحكومة جديدة لم يقنع أحد.

ووفق مصادر مواكبة للحوار فإن خيار إرجاء موعد انعقاد الحوار في بعبدا بات مرجحاً، حيث أسديت في الساعات الماضية إلى دوائر الرئاسة الأولى بالمبادرة إلى اتخاذ قرار الإرجاء ذاتيا في خطوة استباقية لإعلان فشل الدعوة.

وتشير مراجع سياسية الى ان “حوار بعبدا” المطروح يفتقر إلى سياق سياسي داخلي “يحضنه”، كما انه لا يتضمن جدول اعمال واضح، وكأنه اجتماع دردشة على فنجان قهوة.

السلاح أو الانفجار؟

وترى المراجع بأن الأمور الأساسية التي يجب ان يقوم عليها الحوار تواجه بـ “فيتو” من تحالف نصر الله – عون، سائلة هل يمكن طرح الاستراتيجية الدفاعية وسلاح حزب الله الذي تسبب بعزل لبنان عن محيطه؟ وهل يمكن طرح قانون قيصر الذي بات سيفاً مسلطاً على لبنان نتيجة استجلاب تداعياته؟ ومن يستطيع اقناع حزب الله ان اتجاه لبنان شرقاً سيجعل من لبنان دولة فاشلة ملحقة بسوريا وإيران وأفغانستان؟

وذكر المرجع بحوار العام 2006 الذي انتهى بحرب إسرائيلية مدمرة على لبنان، حيث بعد انتصار قوى 14 آذار حينها بالانتخابات النيابية وطرحهم استراتيجية دفاعية للبنان واستعادة الدولة اللبنانية قرارات الحرب والسلم، استفرد وذهب الى الحرب مع إسرائيل ليرفع بعدها شعار “لو كنت اعلم”.

بكلام واضح، لا يمكن فكّ أسر لبنان الذي تحوّل رهينة إيرانية من خلال لقاء وطني في قصر بعبدا، فالحوار من أجل الحوار لا ينقذ لبنان ولا يشكّل مدخلا لمنع الانهيار. ولا يمكن للحوار من أجل الحوار أن يكون بديلا عن التصالح مع الواقع ومن تصالح لبنان مع نفسه ومع محيطه العربي ومع المجتمع الدولي، فبيان وزارة الخارجية الفرنسية الأخير واضح، هناك خوف من انفجار في لبنان وهناك دعوة إلى إصلاحات وهناك دعوة إلى التزام لبنان القرارين 1559 و1701. فهذا يعني أن فرنسا تعي تماما ماذا يعني بقاء سلاح حزب الله مرفوض عربيا ودوليا.