الأربعاء 14 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أنت غدرت رفيق الحريري..

بوق جديد يعمل في خدمة “حزب الله”، أُطلق لمهاجمة الشيخ بهاء الدين الحريري، حيث استعان الحزب هذه المرة بـ عبد الله قمح المحسوب ظلماً على الصحافيين فكبّ حقده وحسده على رجل اعمال عرف بنجاحه في عالم البزنس فكيف ان دخل عالم السياسة.

 

من باب ابداء التعاطف مع سعد و”تلميع الجوخ” مع النائب وليد جنبلاط خطّ قمح سمومه بحبر الخبث، فاعتبر ان سعد لا ينقصُه “وجع رأس” اضافي حتّى تأتيه مسألة شقيقه الأكبر، فـ”يلي بسعد مكفيه”… وكأن الساحة اللبنانية مقتصرة عليه ولا تستوعب غيره، وكأن الزعامة كتبت له فقط، فلو كان سعد واثقاً بنفسه وبما قدّمه للبنانيين لاسيما من ابناء طائفته لن يضنيه احد.

اعتمد قمح اسلوب “ضربة على الحافر ضربة على النافر” في حديثه عن سعد، اظهر تعاطفه معه، متحدثاً عما يعانيه رئيس الحكومة السابق من ازمة ثقة في محيطه، ليلقي بعدها اللوم على سياسته التي أدّت إلى اضمحلالِ وجوه الثقة من حوله وانصرافها إلى رزقها لصالح أفرادٍ “متملقين” لا يرون في رئيسهم إلّا كتلة مصالح تَسير أو “كيس مالٍ متحرك”… اذا كان الحريري لا يعلم كيف يختار الاشخاص من حوله فكيف بامكانه ان يدير بلداً؟!

تطرق قمح (احد رجال الاستخبارات السورية في زمن الوصاية) الى الموظفين المصروفين من تلفزيون المستقبل معتبراً انهم يزيدون أمور “الشيخ سعد” تعقيداً، وان الخشية لدى سعد من قيام شقيقه بتعويض المصروفين من جيبه، حينها، أين سيكون هؤلاء وماذا سيغدو موقفهم؟… يهتم قمح بموقف المصروفين لكن لا يتهم بوجعهم بعدما وجدوا انفسهم من دون عمل، وبعدما هضمت حقوقهم واكل تعبهم، ومع ارتفاع سعر صرف الدولار باتت مستحقاتهم بلا قيمة.

اعتبر قمح ان في مقدور النائب السابق وليد جنبلاط إستلحاق الرئيس الحريري أو تهدئة روعه وتخفيف هواجسه، لكن محال أن يستأصلَ الأسباب كلها. أجمل ما فعله جنبلاط أنه وقف إلى جانب “وريث رفيق الحريري” حافظاً مكانته حسب ما يرى مستقبليون…

نسي الجندي في “حزب الله” “الحروب” التي شنها جنبلاط على سعد، وغدره بالرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد كل الذي قدّمه له، حين اعتبر ان “الانقسام الأساسي منذ العام 2005 هو موضوع المحكمة الدولية” وبأن” المحكمة تُستخدم لأهداف سياسية” لا بل حاول جنبلاط ابعاد الاتهام عن “حزب الله” حين تساءل في حديث صحفي “لماذا فقط نركز على أن “حزب الله” هو المتورط؟

تقدّم الحزب بجملة من الفرضيات المقنعة حول امكانية تورط اسرائيل، فلماذا لا ننظر إلى هذا الموضوع؟ ولماذا لم تحقق الدولة اللبنانية آنذاك في هوية المحققين؟

اتانا محققون من كل حدب وصوب، فلماذا لم نحقق بهويتهم السياسية؟ اصبح لبنان كله تحت وصاية المحكمة الدولية، فلماذا لا ننظر إلى فرضيات اخرى أو ما يسمونه الارهاب اي ما يسمى القاعدة”.

المضحك ان قمح حاول اظهار حنكته في عالم الصحافة ومعرفته بخفايا الامور فظهر انه غبي لا يفقه في هذا العالم حتى القشور، وذلك حين قال ان سعد الحريري يحفظ جميلاً لوليد جنبلاط، حين أقدمَ مرة على طرد رجل الأعمال صافي كالو (مساعد بهاء) من منزله رافضاً قبول صيغة إستبدال سعد الحريري ببهاء أو طعنه في الظهر زمن إعتقاله في السعودية مضيفاً قال بالأمس: “أنا لا أغدر سعد الحريري” واليوم يقول: “لا شريك أو بديل عن سعد الحريري”….

لا يعلم الجاهل ان جنبلاط هو من دعا صافي كالو لزيارته في سنة 2017 بعدما قدّم سعد استقالته من الرياض حيث لم يكن معتقلاً كما روّج “حزب الله”، وما هو اكيد ان هذه الزيارة لن تتكرر بعد مواقف اقطاعي الجبل وغدره وتحالفاته التي اجراها بعد استشهاد الرئيس الحريري وعلى رأسها الحلف الرباعي الذي مهّد لخراب البلد.

لا بل وصل غباء قمح الى حد الادعاء انه يعلم ما يدور داخل بيت عائلة الحريري، حيث قال:” يعلم الجميع، أن عائلة الحريري الضيّقة ليست في وارد الغدر به أيضاً، “عمّته” بهيّة التي سبق لها أن حاولت ترطيب الأجواء بين الشقيقَيْن سعد وبهاء قبل فترة ليست بالقصيرة، أبلغت الأخير حينذاك عدم رضاها عن سلوكه أبداً، وعلى الأرجح أنها قطعت التواصل معه لاحقاً بعدما رأت منه ما رأت… فلو كان قمح يسكن معهم في المنزل لما علم بكل هذه المعلومات، لكن كما يقول المثل الكلام ليس عليه جمرك، لذلك شطح قمح في تخيلاته.

كذلك يعلم قمح بتوجهات نادر وأحمد، حيث قال:” وإن إبتعدا قليلاً عن المشهد وقيل بحقهما الكثير حول علاقتهما “الملتبسة” مع الرئيس الحريري، من غير المرجّح أن يكونا في خانة البحث عن وريثٍ آخر. الكل يذكر كيف تحول “نادر” إلى إنتحاري وخطّ أولى مشاهد مواجهة بهاء حين حولّ قصر والدته في مجدليون عام 2017 إلى غرفة عمليات هدفها دفع هجمات “بهاء” إلى خارج أسوار العائلة”…

وكأن قمح كان في القصر حاملاً الهاتف لنادر مستمعاً الى كل حرف قاله!

يعود قمح إلى وليد جنبلاط، معتبراً أنه” ما دامت العائلة تُبايع سعد والشارع السني بالحدّ الأدنى يصطفُّ خلفه، إذاً فلا معنى لدخول الآخرين، خاصة وأنه يرى أن هذا الدخول وفي هذا الظرف مشبوه، فلا مظلة إقليمية ولا أخرى دولية تحميه أو تقيه حرارة الشمس”..

وصل تنجيم قمح خارج الحدود فاعتبر ان لا دعم اقليمي ودولي للشيخ بهاء الدين، وهو في الحقيقة يسّطر امنيات “حزب الله” الذي يخشى من ان يلعب الشيخ بهاء الدين دوراً سياسياً في لبنان، وذلك بسبب اعلانه عدة مرات عن عداءه للحزب وسلاحه غير الشرعي واصفا ايران بانها سرطان خبيث.

الحقيقة الوحيدة الذي ذكرها قمح في مقاله ان السفير السعودي لم يعد يرى برئيس تيار المستقبل استثماراً سعودياً مفيداً، وبأن سعد لم يعد أولوية ثابتة لدى المملكة، الا انه شطح في تحليلاته الخنفشارية معتبراً ان ذلك لا يعني أن تكون المملكة موافقة على خيار بهاء أو أنها ضده، لكن دون أدنى شك لا يؤثر دخوله سلباً على نظرتها.

من يعرف خلفية قمح يعلم جيداً خلفية مقاله، فقد سبق ان ادار موقعاً الكترونياً لدعم الحزب والنظام السوري فسقط من “السنبلة” أرضاً وبات من حينها من دون قيمة.