الثلاثاء 13 ذو القعدة 1445 ﻫ - 21 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

إدارة ماكرون والفرص الضائعة في لبنان بعدما "فرطت في حضانته"

لم تستسلم إدارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تجاه التراجع الذي تحقق نتيجة سياستها التي خرجت عن إطارها “كأم حنون” ودخلت في المسارات الضيقة التي تعتمد على التعامل مع قوى الأمر الواقع لتحقيق مكاسب تجارية لإعادة إنعاش ما فقده اقتصادها نتيجة الحرب الروسية – الأوكرانية والتقهقر المستمر في القارة السمراء، ولأهداف أخرى ترتبط بعلاقاتها الاقتصادية بطهران والدول التي تسيطر عليها الأخيرة من خلال اتفاقيات تنتشل “توتال” التي وعدت بخيرات حقل ” قانا” اللبناني، لكن قطار الإنتاج توقف عند بضعة امتار في عمق الحقل المذكور الذي اصطدم بالصخور، فما كان منها إلا أن رفعت مرساة حفارتها واتجهت الى قبرص.

جولات عديدة على خط باريس بيروت حملت عدة مفاوضين وصولا إلى الأبرز والمخضرم “جان ايف لودريان” في محاولة لتسويق مرشح الممانعة الوزير السابق سليمان فرنجية، ولكنه فشل وباتت اللجنة الخماسية الرادع لاي تفرد في الموضوع الرئاسي دون توافق مع الفريق المعارض.

استمرت المحاولات “الماكرونية” لإنتاج رئيس يملأ كرسي بعبدا من خلال تغيير تغليف مقترحاتها والباسها قبعات مختلفة لكنها فشلت في ظل إصرار الفريق السيادي على عدم وصول مرشح محور الممانعة كما ان طرح اسم ثالث لم يتم الاتفاق عليه.

بعد غياب الدبلوماسية الفرنسية عن لبنان لفترة فرضتها احداث غزة والجبهة الجنوبية التي تتوأمت مع معارك في الداخل الفلسطيني وانفجارها رهن الاجتياح الاسرائيلي المقرر ومحاولة فصله عن الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة واخراجها من دائرة الهدنة التي تسعى الدول العربية وعلى رأسهم المملكة ومصر لإنجاحها في ظل إصرار حكومة بنيامين نتنياهو على الفصل بينهما، زار وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه لبنان في ظل أجواء ضبابية حول فحوى الزيارة رغم التسريبات التي ركزت على موضوع التهدئة عند الجبهة الجنوبية، الا ان اللوحة العامة للقوى الفاعلة ان على الصعيد الرئاسي او الجبهة الجنوبية فتتصدرها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية واضحت فرنسا على هامش الملف اللبناني تساهم فيه عرضيا من خلال موفديها الذين مازالوا يملكون قنوات التواصل مع محور المقاومة.