الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

إيران تواجه شعبها المنتفض بالتشدد في نفوذها الخارجي

لم تكن إيران تحسب أن حادثة قتل مهسا أميني ستُشغل أوضاعها وأنها ستتخطى حدودها الجغرافية إلى الدول حيث تستقبل إيرانيين أو من أصول إيرانية، في مواجهة مع الداخل والخارج على حد سواء، ويحصل ذلك بالتزامن مع التحديات التي تواجهها من الدول الغربية والعربية حيث تزداد عزلة ما دامت تماطل في التوقيع على الإتفاق النووي، وما دامت لا تقدم إيجابية في التعامل مع ملفات المنطقة، فكيف ستؤثر التظاهرات المندفعة على أدائها في دول المنطقة حيث نفوذها القوي عبر حلفائها، وحيث هي تقول أنها تحتل أربعة عواصم وصولاً إلى المتوسط؟.

وتعكس التظاهرات سابقة على مستوى التضامن بين كافة صفوف المواطنين وليس فقط قطاعات الشباب، وبالتالي ما يحصل يتوقف عنده خصوم إيران لترقب مدى قدرة الإحتجاجات في العمل لبدء العد العكسي لتراجع نفوذ إيران وسيطرتها في المنطقة مع التعقيدات التي ترافق ذلك من الثورة في العام 1979، لينفجر الغضب على الحكم وطريقته في التعامل مع الحريات العامة وحقوق الإنسان وواجبات الدولة تجاه مواطنيها.

مع الإشارة إلى أنها أرادت في إطار نفوذها الإقليمي أن تعاني شعوب الدول تماماً كما يعاني شعبها، فحلت الكوارث بالشعب اللبناني والسوري والعراقي واليمني على حد سواء. وهذه الشعوب هي التي تدفع ثمن تعاظم النفوذ الإيراني.

وعلى الرغم من أنه لا يمكن لخصوم إيران والمتضررين من تسلطها التوصل إلى نتيجة إلا بالتزامن مع التغيير في الداخل لديها، فإن التوقعات بمستقبل هذه الإحتجاجات العارمة لا تزال صعبة وغير واضحة، فالإحتجاجات السابقة التي اندلعت منذ العام 2019 بالتزامن مع احتجاجات العراق ولبنان، جرى قمعها، تماماً مثلما حصل في البلدين المذكورين، انه قمع لمستقبل الهوية الوطنية مقابل طموحات الهيمنة الإيرانية على المحيط.

وفي اعتقاد مصادر ديبلوماسية لـ”صوت بيروت انترناشيونال”، ان إيران ستلجأ إلى مزيد من القمع للتظاهر وإلى التشدد في مواقفها الإقليمية ان في لبنان أو العراق أو اليمن، فهي رفضت في اليمن استمرار الهدنة على الرغم من وساطة الأوروبيين ودعوة الأميركيين للبقاء على الهدنة.

وهي تضرب في العراق، حيث لاقت استياءً من السلطات العراقية، كما أنها تعرقل هناك إعادة تكوين السلطة، مثلما تتعامل مع الوضع اللبناني تماماً عبر “حزب الله”، حتى الآن لم يحصل انتخاب لرئيس الجمهورية في لبنان وهناك استمرار لعملية التعطيل وليس من الواضح بعد، إذا ما ستبقى إيران في التشدد في العرقلة أم أنها ستخضع لضغوط دولية في حال تم توقيع الترسيم البحري وانسحبت أجواؤه على ملف رئاسة الجمهورية.

وتعتبر المصادر أنه ليس من المستبعد أن يكون مصير النظام الإيراني كالسوري يبقى حاكماً لكن على واقع مشرذم وضعيف.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال