الأربعاء 14 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الثّورة أسقطت عملاءها.. فمن يحمي "الصّندوق الأسود"؟

سواء أخطأت مجموعات ثورة 17 تشرين بطرحها قضيّة سلاح حزب الله ضمن مجموعة من المطالب السّياسية والاقتصاديّة الّتي نادت بها خلال تظاهرة 6/6، أو سواء أصابت الهدف المناسب، إلّا أنّه لا بدّ من التّوقف أمام مشهديّة خروج بعض المجموعات “الثّورية” من التّحالف وتلويح مجموعات أخرى بالاعتكاف.

 

ترى بعض الأوساط أنّ تظاهرة 6/6 وضعت الجميع تحت مجهر اختبار الاستقلاليّة وحرية القرار، وفرزت تلك المجموعات حيث انكشف الوجه المموّه لبعضها، إذ أنها عبارة عن شكل مختلف لأحزاب أساسية في السلطة، وأخرى سيادية مستقلة ولدت من رحم الثورة، إضافة إلى مجموعات عقائدية أيديولوجية تنتمي إلى مدارس فكرية متنوعة تفرض عليها مذاهبها الفكرية نمطاً خاصاً في سقف تحركاتها.

مَن ينظر إلى التنوع الكبير في صفوف تلك المجموعات، يستبشر خيراً بصحة النقاش الديمقراطي، كما وأنه ليس هناك أي خطأ في أن يؤخَذ أي عنوان يُفترض أن يطرح على طاولة البحث، ولا مشكلة في أن يصل النقاش إلى احتدام في الرأي، ولكن حين تضع بعض المجموعات فيتو لعرقلة عناوين معينة وتصبح محامي دفاع عن حزب معين أو طرف ما، فهنا الخطيئة الكبرى الّتي لا يجب السكوت عنها.

فتظاهرة 6/6 شكّلت الغربال لسقوط تلك المجموعات “الطُّفيلية” الّتي نمت على جذع الثورة العظيمة، وسقوطها هو دافع إضافي للاستمرار والتقدم باتجاه الأهداف التي تحددها المجموعات “المتحررة”، ولا أسف عليها، فهي كالعصا التي تعرقل العجلة.

مهزلة الفتنة المعلومة!

في المقابل، كان لافتاً حجم الاستنكار الواسع حول مجريات 6/6 ولاسيّما من “الجوقة” التي أصبحت بارعة بصف الكلمات وإنتاج العبارات المنمقة، والتي تبدي “كذباً” حرصها على السلم الأهلي. فبعض هؤلاء المستنكرين والمتخوفين على السلم الأهلي هم من أرسلوا فرقة “الزعران” للشتم والاعتداء على المتظاهرين، وهؤلاء أنفسهم هم من يُمنع توقيفهم وإجراء المقتضى القضائي بحقهم.

من يريد وضع فرقة “الموتسيكلات” في خانة الشبان الغاضبين وغير المسؤولين، هو مخطئ تماماً، فكل المعلومات تشير وتؤكد بأنهم جزء من عدة الترهيب التي يعتمدها حزب الله في سياسته “الميدانية”، فلهؤلاء أدوار كما لما يعرف بسراي المقاومة أدوار أخرى.

وهل ننسى حساب “لواء أحرار السنة – بعلبك”، الذي كان يدعي أنه يتحدث باسم الطائفة السنية ليتبين لاحقاً أن مشغله “شيعي” يعمل لصالح حزب الله؟ ومن يقول أنّ ما ذكر عن “سراي عائشة” الذي تم التداول باسمه عقب أحداث السبت أنه ليس فبركة جديدة من أهل الاستنكار والحرص على الوطنية؟

ونسأل أحزاب السلطة، لماذا لم يتم إلقاء القبض على أيٍّ من المهاجمين المعروفين بالأسماء وبالشكل وعنوان السكن لكشف “اللغز الأسود”، ألا يستوجب الاستنكار لأن يستكمل بخطوات جريئة لكشف من كان يريد تهديد الاستقرار، ألا يسألون طوال الوقت على الشاشات وفي المقابلات الإعلاميّة من أيقظ الفتنة؟ الجواب في الصندوق الأسود.. افتحوه إذا كنتم صادقين!