الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الحكومة اللبنانية.. أين مكامن الربح والخسارة في الميزان الفرنسي؟

السؤال الذي تطرحه أوساط ديبلوماسية غربية، هو ما الذي ربحته فرنسا من خلال تشكيل الحكومة في لبنان مع أن طبيعة الحكومة لا تتطابق بالكامل مع المبادرة الفرنسية التي طرحتها باريس منذ نحو عام و شهر وعلى الرغم من ذلك كانت باريس من أوائل الدول الكبرى التي سارعت الى الترحيب بالحكومة و ألقت عليها آمالاً بوضع لبنان على سكة الإنقاذ، ووقف مسار الإنهيار؟

تشير هذه المصادر لـ”صوت بيروت انترناشونال” الى أن فرنسا كانت خلال الأشهر الماضية تدرك الصعوبات و التعقيدات التي واجهت مبادرتها وتدرك الأسباب الحقيقية للعرقلة، والدول التي تقف وراء هذه العرقلة، وموازين القوى على الأرض التي تتحكم بالمواقف الى حد كبير، واستمر هذ ا الجو حتى ما قبل تشكيل الحكومة الحالية بساعات، إلا أن فرنسا وافقت على أن يقوم لبنان بإنجاز حكومة بأي ثمن، وهذا ما كان موضع تشاور مع الأوروبيين ومع الأميركيين، بحيث أن هذه الأطراف تعتبر أن وجود حكومة يعني وجود من يحاور صندوق النقد الدولي، ووجود سلطة تحاول ضبط الأمور الإقتصادية وإدارة مرحلة ما بعد رفع الدعم عن الوقود، و التحضير لإجراء الإنتخابات اللبنانية.

وبالتالي، فإن فرنسا و معها المجتمع الدولي لا يمانعان وجود حكومة بمعايير أقل مما كانا يرغبان وذلك لتوصل لبنان الى الإنتخابات النيابية بأقل خسائر ممكنة على الشعب الذي يعاني الذل والموت للحصول على الخدمات الأساسية. إذاً التعويل الدولي هو على الإنتخابات حيث الإعتقاد السائد أنها لا بد أن تغير الوضع بصورة أساسية. ومثلما أصرت الدول على تشكيل حكومة للخروج من حالة الفراغ، فإنها بدأت منذ الآن تبلغ المسؤولين اللبنانيين إصرارها على اجراء الإنتخابات. وهي ترى أن انتخابات نيابية تغييرية ستوصل حتماً الى انتخابات رئاسية مماثلة.

و تؤكد المصادر، أن فرنسا كانت تطمح لإحداث اختراق في لبنان من أجل تأمين الأرضية المقبولة لبدء المسار الإنقاذي في هذا التوقيت بالذات. فهي من جهة ضمنت موقعها السياسي في لبنان قبل التوصل الى ترتيب الأمور في المنطقة في ظل الإستئناف المنتظر للتفاوض الأميركي – الإيراني، وعملت باريس على إقناع واشنطن التي لا يشكل لبنان أولوية حالياً على أجندتها بضرورة السير في إطار ما من التسوية لأنها تعتبر أن ترك لبنان وشأنه في هذه المرحلة الصعبة وعدم دعمه، سيقود الى إنهائه بالكامل. الإنهيار لن يمكنه إطلاقاً من الوصول الى مرحلة الإنتخابات ومرحلة التغيير المتوقع. مع أن هناك بعض الآراء الدولية التي تقول أن ترك لبنان الى حين الإنهيار الكامل هو الذي سيصنع التغيير الكامل الحتمي في الإنتخابات.

و استطاعت فرنسا عبر تحركها حيال الوضع اللبناني، أن توفر لنفسها نفوذاً اقتصادياً في لبنان واضعة نفسها في مجال اية طروحات استثمارية دولية فيه للمرحلة المقبلة. كما أنه من خلال اهتمام فرنسا بالملف اللبناني أرسلت رسائل في أكثر من اتجاه داخلها وخارجها حول أنها لا تزال قوة دولية فاعلة.