الثلاثاء 13 ذو القعدة 1445 ﻫ - 21 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الحكومة "المستقيلة".. كل "خبصة" بـ 1000

لم تدرك حكومةُ الرّئيس حسان دياب بعد، أنّ تداعيات ارتكابها الأخطاء تنعكس بشكل مباشر على حياة المواطن اللّبنانيّ، ولا سيّما لناحية انهيار سعر صرف اللّيرة اللّبنانيّة مقابل الدولار.

فعندما شكّل حسان دياب حكومتَه، كان سعر صرف الدولار يدور حول الـ 2000 ليرة مقابل الدولار، وحينها أغدق اللّبنانيّين بالوعود والبيانات الإنشائيّة الرّنّانة الطّنّانة والخالية فعليّاً من أيّ مضمون، مؤكّداً أنّه بعد 100 يوم سنكون أمام لبنان مختلف، وحينها بدأت رحلة “التخبيص”.

ففي الأسابيع الأولى من “إنجازات” الحكومة الجديدة، انهار سعر الصّرف 1000 ليرة إضافيّة ليصبح حوالي 3000 ليرة مقابل الدولار، واستمرّت بعدها إنجازات تلك الحكومة لتخرج بخطّة اقتصاديّة “مدمّرة” ألبست شعار “خطّة التّعافي الاقتصاديّ”، فعكست انهياراً جديداً على سعر الصّرف الّذي استقرّ بمعدّل الـ 4000 ليرة مقابل الدولار، وذلك بالتّزامن مع إحياء “عيد” اليوم الـ 100 للحكومة حيث خرج دياب يزفّ للّبنانيّين أنّه أنجز 97 % من الوعود الّتي قطعها في بيانه الوزاريّ.

أسابيع قليلة بعد اليوم الـ 100 من عمر حكومة “المستقلّين”، صمّم دياب على استكمال الـ 3% المتبقية، حتّى أنجز “صفقة” سلعاتا، وأقرّ تعيينات المحاصصة الواضحة بشكل لم يكن أكثر وضوحاً في يومٍ مضى، وسبقتها ضربة مبرحة لاستقلاليّة القضاء بعد تبادل الأدوار بين الرّئاسات الّتي أجهضت محاولة قام بها مجلس القضاء الأعلى لنزع الأدوات السّياسيّة الّتي غرست في جسمه.

ومع استكمال دياب الـ 100% من إنجازاته، استقرّ سعر صرف الدولار مرحليّاً على الـ 5000 ليرة مسجّلاً رقماً قياسيّاً جديداً بانتظار إنجازات مقبلة تسجّلها حكومة “الأخصّائيّين”، حيث برزت معلومات تشير إلى مرحلة مقبلة من التّصعيد في الشّارع وعَودة الحراك الشّعبيّ لمربّع المطالبة باستقالة الحكومة الحاليّة وتشكيل حكومة مستقلّين مع صلاحيّات استثنائيّة لتستطيع حصر الأضرار النّاتجة عن سوء إدارة هذه الحكومة.

فهذه الحكومة الّتي باتت من جديد في مرمى “الثّورة”، هي في الحقيقة مستقيلة منذ ولادتها، فهي لم تكن سوى أداة لحزب الله والتّيار الوطنيّ الحرّ، ولا تنفّذ سوى ما يُطلب منها. فمن حيث الشّكل، إنّ حسان دياب يرأس حكومة “مستقلّين”، أمّا في الواقع فمهمّتها أن تبصم على ما يطلبه حزب الله والتيار، وتعرقل ما يطلبه المستقلّون، وتجربة التّشكيلات القضائيّة خير دليل على ذلك، والتّعيينات الأخيرة دليل على ضرب أيّ إمكانيّة للمستقلّين الحقيقيّين للوصول إلى أيّ منصب إداريّ. فالتّجربة تؤكّد أنّ ما سُمّي بحكومة المستقلّين، هو الضّربة القاضية للمستقلّين أنفسهم، وقد نُقل عن أحد نوّاب حزب الله أنّ حكومة حسان دياب لن تسقط ولن تستقيل، لأنه يُراد من خلالها تمرير كلّ شيء من دون أيّ اعتراض.