الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"المشهد اليوم": أميركا في لبنان ونصرالله يتحرك لإستهدافها شعبياً

لم تكن التعيينات التي تجاوزت مهلها بمدد طويلة لأعضاء مجلس الإدارة الجديد لمؤسسة كهرباء لبنان لتثير ردوداً ساخطة أو سلبية لو عرفت الحكومة ووزارة الوصاية على الكهرباء، أي وزارة الطاقة كيف ومتى وبأي ظروف ملائمة إقرارها وإمرارها وبعيداً من آفة المحاصصة السياسية والحزبية، ولو حافظت على التوازنات الطائفية. لكن شيئاً من هذا لم تراعه الحكومة أمس.

 

وضخ الرئيس حسان دياب، من موقعه كرئيس للحكومة اصنافاً جديدة من موجات التفاؤل: فلا بدّ من ان «تظهر الحقيقة» ويتكشف «الابيض من الأسود» على الرغم من «الدخان هو الاسود» واساءات «الحقد الاسود» فإن «اللبنانيين سيلمسون تدريجياً تغييراً ايجابياً في المسار..» فالتحضيرات الماضية بدأت تعطي نتائجها!

ومضى الرئيس دياب استناداً إلى ما سبق إلى الإعلان ان اللبنانيين سيلمسون تدريجياً تغييراً ايجابياً في المسار..

كل ذلك لحماية اللبنانيين من «تداعيات الانهيار الكبير».. فلا بدّ من التفاؤل.. ولم ينسَ الرهان على ترجمة «دول عربية شقيقة» معها للبنان قريباً..

والرهان الأهم على «بصيص أمل يكبر» سيلمس اللبنانيون نتائج الجهد الذي قمنا به خلال الفترة الماضية..

وقلب السواد بياضاً، لم يقتصر على مجلس الوزراء بل شمل أيضاً حاكم مصرف لبنان، الذي نفض يده من السوق السوداء.. فهو لا شأن له بها.. فسعر الدولار رسمياً 1515 ليرة، ولدى الصرافين بحدود 3900 ليرة، وفي المطار 6400 ليرة.. و8000 في قطاع آخر، اما في السوق السوداء، فهو يتأرجح بين 9300 ليرة لبنانية وفوق الـ10.000 ليرة لبنانية.

 

هذا على الورق، فما لمسه اللبنانيون على الارض:

1- تقنين قاسٍ للكهرباء، وصل إلى حدّ الصفر تغذية في بعض المناطق، وبين 3 و6 ساعات في العاصمة.

2- مضي وزير الطاقة والمياه ريمون غجر في إطلاق «المواعيد العرقوبية» للانفراج في نظام التغذية.. فهو قال الأسبوع الماضي، ان الأحد أو الاثنين أو الثلاثاء ستتحسن التغذية.. وهذا لم يحصل..

ثم ذهب الوزير أمس إلى إطلاق مواعيد جديدة.. اليوم تتحسن التغذية، وغداً، ستصل بواخر الفيول.. تباعاً لحد ثلاث بواخر غداً..

3- وحدث عن الأسعار، وعدم النجاح في إدارة ملف شح الدولار، والاستيراد من المازوت، إلى القمح، إلى اللحوم، وإلى الاعلاف والمستحضرات الطبية وسوى ذلك.

4- ان تكشف التحركات على الأرض، حجم المعاناة الشعبية.. ألم تسمع الحكومة بأولئك الذين انتحروا هرباً من أنين اطفالهم، وصرخات نسائهم..

5- أسألوا مؤسس موقع «لبنان يقايض» عن حجم طلبات مقايضة الثياب والمقتنيات المنزلية للحصول على الحليب والسكر.

وفي موازاة الحضور القوي لصوت بكركي وأصوات أقطاب المعارضة، إرتفع منسوب الحراك الديبلوماسي الأميركي والسعودي على وقع غضب شعبي كبير، وفي ظل دينامية سياسية مستجدة بدأت تملأ فراغ الحياة السياسية التي اقتصرت في الآونة الأخيرة على اجتماعات حكومية لا تنتهي مع نتائج تُوازي الصفر.

 

وسيخرق هذا الواقع اللبناني المأزوم زيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الاميركي كينيث فرانكلين ماكنزي للبنان اليوم، التي تطرح علامات استفهام كثيرة حول ابعادها والخلفيات في ظل العقوبات الاميركية المفروضة، والتي كان آخرها «قانون قيصر» ضد سوريا، وما يتوقع ان تكون له من انعكاسات وتداعيات على لبنان الذي يعيش انهياراً مالياً واقتصادياً غير مسبوق، يُحمّل فريق من اللبنانيين الإدارة الاميركية جزءاً كبيراً من المسؤولية عنه.

 

وسيبدأ ماكنزي لقاءاته بعد الظهر بلقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قبل ان يجول على رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه بري وحسان دياب وقائد الجيش العماد جوزف عون، على ان يصدر في ختام محادثاته بيان بنتائجها توزّعه السفارة الاميركية.

وفي خضمّ تمدد مشهدية الجوع والبطالة والفقر في البلد، أطل حسن نصرالله أمس لزجر كل من يعارض تصور “حزب الله” للخروج من الأزمة الخانقة، واضعاً جميع المعترضين من اللبنانيين على هذا التصور في سلة “انهزامية” واحدة تضم “أدوات أميركية” لبنانية فاقدة لإرادة المواجهة أمام “شوية عقوبات وشوية تخويف”، في مقابل إشادته بعزيمة الحكومة وصلابة دياب الذي بادر إلى التوجه شرقاً، ليجعل منه مطية غير مباشرة نحو شن هجوم مضاد على الغرب، وتحديداً على الولايات المتحدة، معبراً بذلك عن تعاظم حنق “حزب الله” على السفيرة دوروثي شيا، وتعبيد الطريق تالياً أمام تحركات شعبية تستهدف التواجد الأميركي في لبنان، وقد تظهر طلائعها اليوم، بحسب ما تسرّب من معطيات، أمام مطار رفيق الحريري الدولي بالتزامن مع زيارة يقوم بها مسؤول عسكري أميركي لإحياء ذكرى ضحايا تفجير المارينز عام 1983 في بيروت