وتبعها إعلان وزير الحزب في الحكومة عماد حب الله الّذي طالب خلال اجتماع مجلس الوزراء البحث في فرص التّوجّه شرقاً، وعلى المنوال نفسه تبعه وزير الطّاقة ريمون غجر الّذي قال أنّ وزارته ستحاول البحث مع الصّينيّين إمكانيّة إنشاء معامل كهرباء في لبنان.
ومن الواضح أنّ العائق الرّسميّ أمام “السّوق المشرقيّة” بزعامة طهران في لبنان هو قانون قيصر كونه يحظر التّعامل مع النّظام السّوريّ، وبالتّالي “يخنق” تلك السّوق الإقليميّة الّتي يدعو إليها نصر الله.
لذلك، وتجاوزاً للعقوبات، نشطت حركة التّهريب بشكلٍ لافت خلال الأيّام الماضية بوتيرة علنيّة وأوسع بكثير من تلك الّتي لطالما تمّ الاعتياد عليها تحت جنح الظّلام، والملاحظة المقلقة هي المقاطع الّتي تنتشر عبر مواقع التّواصل الاجتماعيّ عن قوافل تهريب على مرأى من القوى الأمنيّة في حين يلجأ بعض الناشطين والمواطنين الى قطع الطّرق ومحاولة إعاقة مرور شاحنات التّهريب.
ووفق المعلومات، فإنّ حكومة حسان دياب تحاول الالتفاف على قانون قيصر تسهيلاً لنشاط السّوق المشرقيّة وإعطاء الأوكسيجين للنّظام الأسديّ عبر تقديم طلبات للولايات المتّحدة الأميركيّة من أجل إعفاء لبنان من العقوبات في عدد من القطاعات، ما يعطي انطباعاً واضحاً أنّ الحكومة ستكون منصّة “الممانعة” لمواجهة قانون “قيصر”.
وفي هذا السّياق، تسأل أوساط سياسيّة، عن حقّ فريق لبنانيّ التّفرّد بتغيير ثوابت أساسيّة لطالما ارتكز عليها لبنان منذ نشأته، مشيرةً إلى أنّ قرار “التّوجّه شرقاً” هو قرار مصيريّ واستراتيجيّ للبنان، لا يمكن اتّخاذه دون اجماع وطنيّ على ذلك، إضافةً إلى أنّ تحوّل الحكومة اللّبنانيّة إلى مجرّد منصّة رسميّة لتنفيذ توجّهات حزب الله وإيران، هو مغامرة خطيرة قد تأخذ لبنان إلى مزيد من العزلة الدّوليّة، إضافةً إلى تحويله إلى ساحة صراع إيرانيّة أميركيّة يدفع ثمنها الشّعب اللّبنانيّ بأسره.
وتؤكد الأوساط أنّ نصر الله يحاول الإيحاء بطرحه التّوجّه شرقاً إلى الصّين، في حين أنّ الهدف الأساسيّ هو إيران، وأنّ هناك توجّهاً لتحويل سوق استيراد النّفط إلى إيران بدلاً من دول عربيّة وغربيّة، وبالتّالي يصبح لبنان منفذاً لتهريب النّفط وملاذاً إيرانيّاً للتّفلّت من العقوبات، مشدّدة على أنّ هذا الأمر، لو حصل، فإنّ الشّعب اللّبنانيّ سيعيش جحيم العقوبات الدّوليّة.
موضّحةً أنّ “المعادلة المطروحة هي أنّ الغرب يريد إيقاف فسادكم ويريد أن نسلّم سلاحنا، وبالتّالي نحن متضرّرون من المطالب الغربيّة”، ففي حال التّوجّه شرقاً نسقط الحدود بين “الميادين”، ولن يطرح أحد مسألتي السّلاح والفساد، وبقبضة بوليسيّة نجهض الثّورة ويصبح لبنان قاعدة “الممانعة” على المتوسّط.