يتعمد باسيل إظهار نفسه في موقع المتواضع الذي لا يملك المال، لكن الحقيقة تظهر ما هو عليه صهر العهد الذي امتهن صيد المناصب للوصول إلى مبتغاه مستغلاً عمّه رئيس الجمهورية ميشال عون ونفوذه لمصالحه الشخصية الضيقة.
لن نتحدث عن صفقات الكهرباء وحجم العمولة التي تقاضاها باسيل مقابل توقيعه على العقود، فمنذ توليه وزارة الطاقة ومن بعده سيزار أبي خليل وصولاً إلى ندى بسناتي، كل هذه التواقيع كانت تصب في جيب باسيل الذي ينادي وتياره بالإصلاح والتغيير!.
يصر باسيل دوماً في إطلالاته الحديث عن الشفافية واستعادة الاموال المنهوبة، في حين ان قانون استعادة الاموال اول من يصيبه، وبالتالي كل محاولات باسيل بإظهار تفسه نزيهاً وخالياً من تهم الفساد لم تعد تنطلي على اللبنانيين.
وبعيداً عن فساد باسيل في الطاقة، يدير رئيس التيار الوطني الحر مجموعة كبيرة من رجال الاعمال والصرافين غير الشرعيين، إذا انه مقابل حمايتهم وحماية مصالحهم يفرض عليهم مبالغ طائلة بمثابة خوة.
ويكشف الزائر لموقع “صوت بيروت انترناشونال”، انه في اللقاء الأخير، ابدى رجال الاعمال امتعاضهم من بعض الوزراء المحسوبين على التيار داخل حكومة حسان دياب، “مش ماشي الحال يا ريس، امورنا ما عم تمشي”.
ويضيف الزائر، هز باسيل برأسه قائلاً، “غلطت غلطة عمري لما قبلت إخرج من الحكومة، وما بقى فيني طوّل خارج الحكومة، كل يوم يمر وانا خارج الحكومة هو بمثابة خسارة كبيرة لي ولكم”.
يتابع باسيل بحسب الزائر، “الوزراء الجدد اغبياء، ولم اكن ادرك انهم بهذا الغباء، لا بل جبناء ايضاً، لا يستطيعون ترتيب الامور، وبالتالي تغيير الحكومة اصبح ضرورة”.
من جهتهم، قال رجال الاعمال والصرافون، “وعدتنا بالمزيد ونحن لم نبخل بفلس واحد على التيار، لكن بالمقابل لم نر شيئاً، ونتمنى عليك التحرك بسرعة او الاتصال بالوزراء شخصياً فأشغالنا عالقة”.
يتابع الزائر حديثه، “من بين أحد رجال الاعمال وهو مغترب، مهمته تجييش رجال اعمال في بلاد الإغتراب من أجل ارسال اموال بمثابة تبرعات للتيار، فيقوم بلم التبرعات من المنتسبين داخل التيار في بلاد الاغتراب تحت حجة مساعدة اللبنانيين، إلا ان تلك الاموال تأتي لباسيل مباشرة، وبدوره يقوم بتوزيعها على المحاسيب”.
انتهت الجلسة الخاصة يقول الزائر، وفي الطريق، سأل رجل الاعمال الذي كان برفقته، “لماذا ترسل لباسيل كل هذه الاموال، فأجابه ضاحكاً، “بدي مشّي اموري”، مضيفاً، ” اذا لم ادفع الخوة يقومون بتعطيل اعمالي، فهم يحكمون لبنان اليوم”.
دخلت حكومة حسان دياب فعلياً في مرحلة تصريف الأعمال وإن استقالتها باتت على قاب قوسين أو أدنى مع تخلي الأفرقاء الذين دعموها وآخرهم التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل بعدما شهدت الساعات الأخيرة حالة تجاذب ونفور بين وزراء التيار ورئيس الحكومة.