الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بري... "الزعيم" الذي لم يكن يملك شيئاً واصبح يملك نصف البلد

احد امراء الحرب الاهلية واهم رموز الفساد في لبنان، هو عنوان استمرار نظام المحاصصة الطائفية، والمعوق الاول لبناء نظام جديد في البلد، يستند على ميليشيا لارهاب الناس، ولضمان استمرار تربعه على كرسي رئاسة مجلس النواب، يتحكم بسياسية البلد، فلا يمكن لقرار ان يتخذ من دون رضاه… هو نبيه بري “الزعيم” الذي لم يكن يملك شيئا واصبح يملك نصف البلد.

 

من شقه صغيرة مستأجرة في بربور الى قصر في عين التينة، ومن قائد “حركة امل” الى رئيس برلمان، ومن الانغماس بالحرب الاهلية وقيادة معارك دموية الى سياسي لا يمكن لاحد ان يتخطاه، بالقوة يفرض بري نفسه على اللبنانيين، يترأس مجلس نواب الامة،

وعندما رفع الثوار شعار “كلن يعني كلن” هاله الامر، حرّك اتباعه في خندق الغميق والنبطية والصور وباقي المناطق، فهو من شرّب اتباعه عقيدة انه “مقدس” واي مساس به وبموقعه جريمة كبرى لا تغتفر، ولهذا يستميت انصاره بالدفاع عنه، وهم المعروفون “بتوحشهم” و”زعرنتهم” واستبسلاهم من اجل قائدهم. من هنا عاثوا في الارض فسادا عند انطلاق الثورة، تهجموا على الثوار مرات عدة، احرقوا خيمهم وحطموا محتوياتها.

تحكم بري بمجلس النواب، يفتح ابوابه متى يشاء ويشرّع متى يشاء، مستندا على “البلطجة السياسية”، مرحلة حكمه تجاوزت الربع قرن من دون ان ينجز خلالها اي شيء للبنان واللبنانيين، بل على العكس هو احد المتهمين الرئيسيين بالفساد، ثروته بالمليارات وعائلته أكبر مالكي للأراضي في جنوب لبنان، ولديه من المشاريع ما لا يعد ولا يحصى.

ما وصل اليه بري كان بسبب استغلاله تغيب الامام موسى الصدر سنة 1978، الذي اسس”حركة المحرومين” سنة 1974 ومن ثم افواج المقاومة اللبنانية التي اختصرت بـ”حركة امل” والتي هدفت الى مواجهة الخطر الاسرائيلي في الجنوب، ورفض توطين الفلسطينيين، ترأس بري الحركة، اضاع بوصلتها، حارفاً اياها عن المسار الذي من اجله انشئت، ملغياً اسرائيل من قائمة اهتماماته مركزاً على مصالحه وكيفية زيادة ثروته.

بدلا من محاربة اسرائيل ارتكب بري المجازر في المخيمات الفلسطينية بدعم من النظام السوري، اعلن الحرب على “حزب الله” المدعوم من ايران، فدارت معارك عدة بين الطرفين، سقط بسببها الاف القتلى والجرحى، واليوم الحرب بينهما لا تزال مستعرة وان اتخذت شكلا جديدا على عكس ما يحاولان اخفائه واظهار ان هناك تنسيق بينهما.

واذا كان بري يحيي سنوياً ذكرى تغييب الامام موسى الصدر فإن وكالة الأنباء الليبية سبق ان اكدت ان “بري ضالع في قضية اختفاء الزعيم الروحي للطائفة الشيعية اللبنانية الإمام موسى الصدر” و أن “ما يقوم به هو محاولة مكشوفة للتغطية على ضلوعه شخصياً في قضية اختفاء الصدر..

. حيث من المؤكد أن بري هو من يقف وراء ذلك لمصلحة خاصة وهي أن يحل محله في قيادة الحركة التي ينتميان إليها”، وذلك بعد دعوة بري الحكومة اللبنانية إلى ملاحقة ليبيا التي اتهمها بإخفاء الإمام الصدر في سنة 1978. وقد رفضت ليبيا دوما الاتهامات اللبنانية مؤكدة أن الصدر اختفى في إيطاليا بعد زيارة لليبيا، وذكرت الوكالة الليبية أن” بري وحده من أخفى الصدر ونحن نعلم ذلك والأدلة على هذا الأمر واضحة وتعبر عن نفسها ومن بينها أن الإمام الصدر من إيران وبري لم يكن يرغب في وجوده في لبنان كي ينقض ويستولي على السلطة والمكانة التي يتمتع بها الصدر لتحقيق أهدافه ومآربه الخاصة”.

عندما اندلعت الثورة اللبنانية خشي بري على مركزه وثروته، سلط حرس المجلس الذين بمعظمهم كانوا من مقاتلي “حركة أمل” خلال الحرب، على الثوار، فارتكبوا ما ارتكبوه بحقهم من انتهاكات، ضرب وتعذيب، قنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطي وجّه على عيون الشبان مباشرة، ما تثبب بفقدان عدد منهم لاحدى عينيه.

آن الاوان لانهاء احتلال مجلس النواب من قبل بري، الذي يجب ان يحاكم كما باقي السياسيين، الذين نهبوا ثروات الشعب واصلوا البلد الى هو عليه من أزمات على مختلف الصعد.