الجمعة 9 ذو القعدة 1445 ﻫ - 17 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"بيرقدار" تصفع "الرضوان".. وقطر تتوسط لدى الاتراك!

تقول أوساط في بيئة “حزب الله” ان العناوين التي كان يطرحها سابقاً لتبرير قتاله الى جانب النظام السوري، سواء تلك المتعلقة بحماية “المراقد الدينية” او ابعاد “التكفيريين” عن الحدود اللبنانية وحماية المجتمع الشيعي،

ربما كانت تبرر زج الشباب الشيعة في هذه المعارك وتقبل سقوط عدد من القتلى، الا ان مشاركة الحزب في معارك ادلب تؤكد مرة جديدة تحويل الشباب من الطائفة الشيعية الى وقود لحرب تقودها إيران لترسيخ تواجدها العسكري في سوريا وبدل ان يسقط إيرانيون في ميدان المعارك يسقط لبنانيون وعراقيون وافغان.

الحزب يبتلع “الموس”

المعطيات المتوافرة حول اهداف الحزب في الشمال السوري، تشير الى أن كتيبة “الرضوان” التي تضم نُخبة من مقاتلي الحزب تقود العمليات العسكرية كرأس حربة لاقتحام منطقة سراقب في ريف إدلب، حيث وصلت هذه القوات منذ نحو أسبوع مباشرة من القصير السورية، فيما باقي العناصر أتوا من مواقع الحزب في ريف حلب. وقد تعرضت هذه العناصر لقصف مركّز من طائرات “بيرقدار” التركية، التي استهدفت نقطتين لـ “حزب الله” الأولى في منطقة معامل الدفاع في السفيرة والثانية على أطراف منطقة سراقب، حيث تكبد الحزب أكثر من 10 قتلى وحوالي 30 جريحاً.

من ناحية اخرى تؤكد مصادر سياسية ان قيادة “حزب الله” قد مارست اقصى درجات ضبط النفس في تعاملها مع الضربة العسكرية التركية الموجعة لإحدى قواعده في “طليحة” محيط سراقب بمحافظة ادلب السورية، وذلك التزاما بقرار صارم من القيادة الايرانية، مشيرة الى ان الحزب عمم الحزب على مسؤوليه وقياداته المناطقية والميدانية عدم التحدث في موضوع الضربة، وبعدم ذكر تركيا في أي خطاب على المنابر خلال خطبة الجمعة، وخصوصا خلال تشييع القتلى.

“أردوغان” على طريق الجنوب

وتؤكد المصادر الى انه ولتهدئة خواطر عناصره وجمهوره، ورد في احد التعاميم الداخلية للحزب تفسيراً للضربة بانها جاءت عن طريق الخطأ، لأن القوات التركية كانت تجهل وجود عناصر حزب الله في المنطقة بالقرب من سراقب لافتتاً الى ان الحزب قد نجح جزئياً في تخفيف وطأة الصدمة على جمهوره إلا أن مناصرين للجماعة الاسلامية وللإخوان المسلمين في لبنان سارعوا إلى رفع الاعلام التركية وصور اردوغان في بعض المناطق السنية اللبنانية، ما استفز مناصري حزب الله، وخصوصا يافطات التأييد للعملية العسكرية التركية في ادلب ولضرب مواقع حزب الله ، وقد رفعت لافتة بهذا المعنى في منطقة الناعمة على طريق بيروت – الجنوب، حيث حاول حزب الله من خلال الاتصالات اقناع المعنيين بإزالتها.

وترى المصادر ان هذه الضربة إضافة لخسائرها البشرية الجسيمة للحزب كان لها وقعاً معنوياً أوسع وضعه اما احراج كبير، فهو وان “ابتلع” مصيبته، فإن الأمر لن يمر مرور الكرام في الأوساط الشيعية المؤيدة له، وقد تعالت اصوات كثيرة منددة بسلوك الحزب الانهزامي وبيع دماء “الشهداء” رخيصة، وسيدفع الحزب ثمن ذلك تراجعا جديدا في نفوذه وشعبيته، بعد التراجع الذي سجله في الأشهر الماضية نتيجة مواقفه السياسية الداخلية، بمعارضة الثورة الشعبية والدفاع عن السلطة التي جوعت اللبنانيين.

شيزوفرنيا

ويرى الشارع مشهد السلطة الحالي في لبنان انه بات عبارة عن انفصام للشخصية نفسها ففي وقت يقاتل “حزب الله” في إدلب ليدافع عن وجوده داخل الأراضي السورية نيابة عن إيران، يعلن رئيس الحكومة التي اوصلها الحزب حسان دياب أن لبنان لم يعد قادراً على حماية أبنائه.

ويسأل اللبنانيون ما معنى ان ترفع الحكومة شعار “النأي بالنفس”، في وقت يمعن المكون الأساسي للحكومة بضرب هذا المبدأ ويتوغل أكثر فأكثر في الحروب الإقليمية التي لا علاقة للشعب اللبناني ولا المصلحة اللبنانية بها لا من قريب ولا من بعيد الى درجة ان الحدود بين الشمال اللبناني الى اقصى جنوب محافظة ادلب السورية تتجاوز مسافة لبنان من اقصاه الى أقصاه.

قطر على خط التهدئة

في المقابل تستمر وساطة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم مع رئيس جهاز المخابرات التركية هاكان فيدان في إسطنبول لكبح التوتر الحاصل بين “حزب الله” والجانب التركي مع معلومات تشير الى دخول قطر على خط الوساطة لصالح الحزب بعد سلسلة اتصالات بين الرئيس الإيراني حسن روحاني والسلطات القطرية.

ولفتت المعلومات الى ان وساطة إبراهيم لم تنحصر في موضوع الجثث، بل تتعداها للوصول إلى هدنة وتثبيتها، في مقابل انتشار قوات فصل بين الجيشين السوري والتركي، وتأكيد المنطقة العازلة التي تريدها تركيا بحدود 30 كلم من حدودها، ومن المتوقع أن تظهر دلالات الترتيبات الأمنية والعسكرية الجديدة خلال الأيام المقبلة.

وختمت: هناك مفاوضات روسية – أميركية – تركية تتم على نار هادئة وبشكل مرحل لإنهاء الصراع في الشمال السوري بتثبيت مواقع عسكرية لتركيا أشبه بنقاط أمنية أو مراكز مراقبة، وتمركز قوات روسية كقوات فصل بين الجيشين السوري والتركي، وهو ما يعني إبعاد حزب الله وأذرع إيران من الشمال السوري.