الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تفاهم مار مخايل يلفظ أنفاسه الأخيرة.. وباسيل بات وحيداً

كما بات واضحا فإن علاقة “التيار الوطني الحر” مع حليفه “حزب الله” باتت على شفير الانهيار الكلي ، وهذا ما عبر عنه صراحة حسن نصر الله شخصيا عندما وصف تفاهم مار مخايل بانه في “وضع حرج” واكد عليه أيضا رئيس التيار جبران باسيل في اكثر من مناسبة وخلال عدة مواقف علنية له، ولكن اللافت ان سهام باسيل الأخيرة اصابت الحلفاء والخصوم ولم تترك مكانا للصلح مع احد، مما يؤكد انه بات وحيدا في موقعه ومنعزلا عن الجميع.

مصادر سياسية متابعة تعتبر عبر “صوت بيروت انترناشيونال” بان باسيل قبل 31 تشرين الأول اي قبل انتهاء ولاية عمه ميشال عون غير باسيل بعد هذا التاريخ، فهو فقد سلطته الإجرائية على كافة المستويات كما ابتعد عنه حلفائه نتيجة تعنته في مواقفه خصوصا بعد يقينه بان لا امل لديه بالوصول الى سدة الرئاسة، لكنها تشير الى ان باسيل استفاد واستغل علاقته مع “حزب الله” الى ابعد حدود.

المصادر تتوقع تصعيدا اكبر من باسيل وفريقه خلال المرحلة المقبلة، خصوصا بعد ابتعاده عن حليفه الاستراتيجي “حزب الله” الذي كان يشكل غطاءً لمصالحه الشخصية والسياسية، وتلفت المصادر الى ان باسيل بات مجردا من اي حليف بعد ان كان خسر حليفه السني والمسيحي في وقت سابق، وحتى الدرزي من خلال فشل اللقاءات التي عقدت مع الحزب التقدمي الاشتراكي مؤخرا وتحديدا مع رئيس الحزب وليد جنبلاط.

وتستغرب المصادر مواقف باسيل الأخيرة حيث خاطب “بالعفة” متهما الجميع بالفساد وهو احد الفاسدين الأساسيين في المنظومة السياسية الذي ينتمي اليها، ولديه إنجازات موصوفة بانهيار الدولة ولا يزال يسعى بكل ما اؤتي من قوة لتغليب مصالحه الخاصة وتحقيق رغباته السلطوية على مصلحة بلده، لذلك فانه يتبع سياسة “الأرض المحروقة”.

المصادر لم تستبعد استمرار باسيل وفريقه برفع مستوى خطابه الطائفي  في المرحلة المقبلة من خلال العمل على اثارة الغرائز وذلك نتيجة الإفلاس السياسي الذي وصل اليه، وتلفت المصادر الى محاولة رئيس التيار الوطني “بالتلطي” مرارا وراء بكركي لكنه لم ينجح بذلك، وتحديدا بسبب تعرضه لنكبة كبيرة في شارعه المسيحي.

من هنا تتوقع المصادر استمراره باعتماد سياسة التصعيد المتدحرج خصوصا اذا ما تأكد لديه من ان حليفه السابق اي “حزب الله” سيذهب الى انتخاب رئيس من دون موافقته متجاوزا موقفه باعتبار ان مخدوميته قد انتهت بعد أيام قليلة من إطفاء شمعة “تفاهم مار مخايل” ال17.

وتعتبر المصادر بان الافتراق بين التيار والحزب سيضعف الاثنين معا، حيث كان كل منهما يشكل غطاءً طائفيا للأخر.

من ناحيتها تعترف مصادر “التيار الوطني الحر” “لصوت بيروت انترناشونال” بصعوبة المرحلة التي تمر بها العلاقة مع الحزب، وتعتبر ان هناك خلاف جوهري واساسي في  التفاهم بين الفريقين والذي كان يجب ان يتركز على بناء الدولة والاسس الوطنية وموضوع انتخاب رئيس، ولكن المصادر ترى ان هذه الأسس لم تعد موجودة  بسبب تمسك الحزب بترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية مع علمه رفض التيار بشكل كلي لهذا الترشيح.

وتذكر المصادر بمواقف الحزب الأخيرة والمتعارضة مع مواقف التيار وتعتبرها بانها أصبحت كثيرة لا تعد ولا تحصى.

وحول المعلومات التي تحدثت عن رفض سوريا استقبال جبران باسيل اذا لم يعطي نصر الله موافقته على الزيارة، تنفي المصادر هذه المعلومات ولكنها تؤكد في المقابل بان وفدا من التيار الوطني الحر برئاسة باسيل بصدد زيارة دمشق وتؤكد الى أهميتها بعد الزلزال وفي ضوء زيارات عدد من الوفود العربية اليها.