السبت 18 شوال 1445 ﻫ - 27 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"حزب الله" يستفيد من التوتر الأميركي-الإيراني وانشغال العالم بأوكرانيا

يتقاطع انسداد الأفق السياسي في لبنان والغليان الاقتصادي والمعيشي، مع توتر وتصعيد دولي-إقليمي يتجلى في جمود التفاوض بين واشنطن وطهران حول الاتفاق النووي، الذي استمر لأكثر من عام ومع إعادة خلط الأوراق الدولية -الإقليمية نتيجة الحرب الروسية المستمرة على أوكرانيا والتي فرضت نفسها أولوية على الأجندة الدولية، في حين تراجع الاهتمام ببقية الملفات ومن بينها الملف اللبناني.

في هذا التوقيت يحاول “حزب الله” بحسب مصادر ديبلوماسية بارزة، الإستفادة من التوتر والتصعيد الخارجيين، وهو الذي تراجعت نتائجه في الانتخابات النيابية، واستخدام ذلك للتصعيد في الداخل وعدم تسهيل الأمور على مجموعة السياديين والتغييريين الذين فازوا في الإنتخابات، إن في تشكيل الحكومة او في انتخابات رئاسة الجمهورية. كما لم يسهلها في استحقاق رئاسة المجلس النيابي. فتم فرض رئيس المجلس نبيه بري الذي أمضى في هذا المركز ثلاثين عاماً، وليس من بوادر حتى الآن لتدخل خارجي لتذليل العقبات أمام هذه الإستحقاقات ما يزيد من فرص “حزب الله” في الضغوط الداخلية لمنع اية استحقاقات تميل فيها الدفة لصالح مجموعة السياديين والتغييريين.

ما يعني أن التعطيل هو لمصلحة الحزب. ويضاف الى ذلك مسألتين يريد الإبقاء عليهما في المدى المنظور بحسب المصادر ل”صوت بيروت انترناشونال” وهما:

الوضع الهادئ السائد في الجنوب، بحيث يبتعد لبنان عن اللهيب الذي يحتم بحث ملفه بصورة طارئة وأولوية. في وقت تحتدم المواجهة الدولية-الإيرانية على خلفية الفشل في الملف النووي، وتركه في مساحة الإنتظار، ريثما يمر الإستحقاق الأميركي وهو الإنتخابات النصفية في الكونغرس في تشرين الثاني المقبل. وفي هذا الوقت يدور أخذ وردّ بين الطرفين الأميركي والإيراني عبر الأوروبيين، حيث وضعت الإدارة الأميركية حداً لاحتمال رفع الحرس الثوري عن لائحة الإرهاب، وعادت عن هذا الإحتمال بضغط من الكونغرس، ومن الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء. والأخذ والرد بينهما سيطول بالتزامن مع أولوية الحرب الروسية على أوكرانيا، بحيث بات النووي في مرتبة ثانية من حيث الاهتمام الأميركي.

 – ثم ان “حزب الله” غير منزعج في الأداء ضمن استمرار النزيف الإقتصادي والمالي بالتزامن مع الإستقرار جنوباً. وهي معادلة إيرانية تتحكم بلبنان، وقد سعت أطراف دولية وعربية للتخفيف من هذا النزيف عبر المساهمات الإنسانية. وسعت لوضع حد له، عبر التشجيع على الإتفاق مع صندوق النقد الدولي. وكل ذلك يحتاج الى وقت يبدو مستقطعاً على وقع مرحلة من الانتظار الدولي لبلورة صورة الملفات الأكثر أولوية في العالم. فأية تحولات دولية تبقى أكبر وأهم بالنسبة الى الدول من المعاناة والإستحقاقات اللبنانية.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال