الثلاثاء 12 ذو القعدة 1445 ﻫ - 21 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حزب الله يعيد أجندة تحرير القدس والمسجد الأقصى إلى الواجهة

غاب ملف “تحرير القدس” عن سلم الاولويات في خطاب “حزب الله” بعد دخول “داعش” وأخواتها الى الساحة العراقية التي انتقلت منها الى سوريا، دخل على اثرها “حزب الله” ساحتها الدمشقية بداية تحت عنوان “الدفاع عن المقامات الدينية”… تحول فيما بعد هذا الدفاع الى قتال الثوار السوريين الذين انضووا تحت مسمى “الجيش الحر” في مواجهة نظام بشار الأسد، أُسقطت يومها تهم الإرهاب على عدد كبير منهم، عقب مواجهتهم للنظام والميليشيات الايرانية التي دخلت على الساحة من فصائل مختلفة “زينبيون” و”فاطميون” بعدما امعن النظام بممارساته الوحشية التي ارتكبها بحق الأطفال والنساء والشيوخ اسفرت عن مليون ونصف ضحية.

لم يكن “حزب الله” الجناح العسكري الوحيد الذي دخل على الرقعة السورية فشهية العديد من الدول فتحت للاستثمار السياسي والعسكري والاقتصادي فيها فكان لروسيا دورٌ مهمٌ وهي التي تملك قاعدة جوية وبحرية فيها كما دخلت تركيا لاعتبارات تتعلق بامنها الحدودي والولايات المتحدة التي تستخرج النفط من عدة حقول فيها.

غابت داعش والفصائل الارهابية عن المشهد العام كعنصر اساسي لتواجد هذه القوى، بعد مقتل أبرز قياداتها بغارات أمريكية أصابت الأهداف بدقة لا سيما في الداخل السوري، وإن بقيت بعض فلولها في جزء من البادية السورية… بعد ضرب هيكلية الإرهابيين الأساسية انتفت معها الحاجة لحماية سوريا ولبنان والساحات العربية التي عهد محور الممانعة لنفسه راية محاربتها، وانتقلت من إلى محاربة العالم العربي بشكل عام والمملكة العربية السعودية بشكل خاص وعلى لسان امين عام “حزب الله” حسن نصر الله الذي اتهمها بحاضنة الإرهابيين وصانعتهم.

لم يكن نظام الخميني بمنأى عن هذا الخطاب لانه المنتج والمصد … اليوم اقتضت الضرورات والظروف التي يرزح تحتها نظام “ولاية الفقيه” ان لناحية التخبط في ملف المفاوضات المرتبطة بالملف النووي، الذي بات اليوم في حالة موت سريري، يضاف اليه الانتفاضة الداخلية التي أشعلت النيران في ساحاته التي كانت تعتبر محصنة لا يمكن اختراقها، التهمت صور رموز نظامها، وترافقت مع تدهور إقتصادي غير مسبوق نتيجة عوامل متعددة ،يأتي في مقدمها تمويل الأذرع الإيرانية في عدة عواصم عربية ماليا وعسكريا ، والعقوبات التي فرضت على العديد من الشخصيات والقيادات الإيرانية ومؤسساتها الحيوية، كما ان الاغتيالات التي نفذت في الداخل الإيراني لأبرز العلماء بعد مقتل قائد الحرس الثوري قاسم سليماني الذراع الأساسي لهذا النظام على صعيد توسعها الخارجي من بوابة العراق وصولا إلى لبنان أظهرت مدى الاختراق العميق لبينيتها.

هذه العوامل التي اوردتها المصادر المراقبة، مهدت للهرولة الإيرانية باتجاه الصين التي وقعت مع المملكة اتفاقات ضخمة بعدما أيقن “التنين” أن طهران خسرت مقعدها التجاري في قطارها وتمكنت من جلب نظام الخميني إلى توقيع الاتفاق مع المملكة وبضمانتها وتضمين بنود الاتفاق مهلة 60 يوماَ لإظهار النوايا الحسنة لناحية تنفيذ بنوده.

مع مرور اقل من شهر على توقيع الاتفاق ملامحه بالظهور في اليمن مع بدء عملية تبادل الأسرى بين أطراف النزاع، وانسحاب الهدوء على المواقف والخطب، عادت القضية الفلسطينية وتحرير القدس إلى الواجهة في المواقف والخطب لاسيما على لسان “حزب الله”، يضاف اليها التنسيق المشترك والمباشر والعلني بين الأحزاب والحركات الفلسطينية التي تدور في الفلك الإيراني من خلال الصواريخ “المجهل” مطلقها، وان تبنتها أجنحة معينة، إلا أن الثابت الوحيد أن الحركات المكوكية لحماس الذي يرأسها إسماعيل هنية والجهاد الإسلامي الممثلة بزياد نخالة وانتقالهما من لبنان إلى العراق، تؤشر إلا أنهم قاموا بتفعيل غرفة العمليات المشتركة وما قاله رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار في يوم القدس لناحية اعتمادهم “على قوى الدعم في الضفة وفلسطين ونقاط الحشد والارتكاز في سوريا ولبنان واليمن” لهو تأكيد واضح على ما أطلقوا عليه عبارة توحيد الساحات وهذا ما سيجعل لبنان والدول التي ذكرها نقطة ارتكاز لعمليات صاروخية كتلك التي انطلقت من جنوب لبنان، رغم ان مفاعيلها اقتصرت على نوعية الصواريخ والأماكن التي استهدفتها… لذا يعتبر المصدر أن عملية انتزاع الصواعق التي حققها الاتفاق السعودي الإيراني حتمت على ميليشيات طهران العودة إلى المربع الأول الذي أوجدها كقوة عسكرية لتحرير القدس.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال