الأربعاء 7 ذو القعدة 1445 ﻫ - 15 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حكومة مكبلة واسترضاء الدول العربية بالمواقف لن يجلب "المن والسلوى"

عندما قبل الرئيس نجيب ميقاتي مهمة تأليف الحكومة اللبنانية كان متسلحاً بدعم نادي رؤساء الحكومة السابقين ورغم المخاض العسير الذي رافق التأليف وكاد ان يطيح بتكليفه الا انه نال دعماً فرنسياً تبين فيما بعد انه “هشاً” وبدأت تجلياته تظهر على الساحة الداخلية من خلال البرودة في مواقف الادارة الفرنسية وابرز تجلياتها البيان الخجول اثر احداث الطيونة وفق مصدر مطلع لـ “صوت بيروت انترناشونال” اضف الى ذلك ان الزيارة التي كان يأمل منها وساطة فرنسية تفتح له ابواب المملكة العربية السعودية الا ان الرياح الفرنسية لم تستطع اعادة الدفء الى العلاقات اللبنانية – السعودية بسبب عجزه عن اتخاذ موقف رسمي يمثل حكومته لان “القنص” على المملكة استمر من مختلف الاطراف لاسيما “حزب الله” وفي اطلالة امينه العام حسن نصر الله الذي اعاد تكرار اتهامه للمملكة برعاية وتمويل الارهابيين.

ويتابع المصدر ان الاستحقاقات بدأت تداهم حكومة ميقاتي ولا يبدو انه يملك حلولها فتجربته الحكومية عام 2005 لا يمكن ان تتطابق مع المرحلة الحالية لناحية الانتخابات النيابية التي لا يمكن التكهن بحصولها ورغم تقريب موعد اجرائها لارضاء المجتمع الدولي الا انها بدأت تعترضها عوائق عديدة منها الطعن الذي سيقدمه “التيار الوطني الحر” بحجج متعددة كما ان المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لم تبدأ بسبب الشروط الجديدة التي باتت تحاصر الحكومة لاسيما فيما يتعلق بموضوع توحيد سعر الصرف الذي يتفاوت بين المنصات والمصارف والسوق السوداء.

التوترات على الساحة الداخلية والتخبط في موضوع تحقيقات المرفأ وتوقف مجلس الوزراء عن عقد جلساته تشكل عائقاً كبيراً امام تنفيذ شروط صندوق النقد لان الاصلاحات المطلوبة لا يمكن لحكومة “معاً للانقاذ” تحقيقها وما حصل في الجلسة الحكومية الاخيرة شكل الدليل الابرز على ان كل فريق يحاول انقاذ نفسه.

اما موضوع المفاوضات البحرية فستشكل العبء الاكبر على الرئيس ميقاتي بعد تأخير ادراج مرسوم التعديل على جدول اعمال مجلس الوزراء وما رشح عن زيارة الوسيط الاميركي الجديد وكبير مستشاري الطاقة العالمي عاموس هوكشتاين يؤكد ان مسار التفاوض لن يستند على المرسوم 6433 وهنا يطرح السؤال هل سيحمل ميقاتي كرة النار التي القيت بين يديه من بعبدا وعين التينة في موضوع استئناف المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية ووفق اي شروط؟

من الواضح ان حكومة الرئيس ميقاتي مكبلة بالعديد من الملفات واسترضاء الدول العربية والمجتمع الدولي من خلال المواقف لن يحمل “المنى والسلوى” لان الحصار الداخلي الذي احيطت به حكومته لاسيما بعد احداث الطيونة بعثرت جميع الملفات.