الأثنين 4 ذو القعدة 1445 ﻫ - 13 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

روسيا لن تضغط على إيران من أجل لبنان

تستغرب أوساط ديبلوماسية في حديثها لـ”صوت بيروت انترناشونال” كيف أن روسيا تبدي اهتماماً بالوضع اللبناني بحسب ما تعلنه و تجري تحركات إن كان مع القيادات اللبنانية أو مع بعض الدول المؤثرة في ملف تشكيل الحكومة. و في الوقت نفسه تُظهر تحركاتها و كأنه يقف عند حدود معينة لا يمكنها أن تتخطاها و هذا الأمر موضع انتقاد.

بمعنى أنه، ما يرشح عن الروس نتيجة تحركاتهم حول الملف اللبناني هو أنهم لا يريدون الضغط على إيران من أجل أن تضغط على حلفائها في لبنان للعمل مع حلفائهم لوقف العرقلة. أي أن الروس فقط يطلبون الى إيران و ينصحونها في هذا السبيل. و ان موسكو تحاور حليفتها طهران كما تحاور كل الدول . لكن الأوساط تؤكد أن ليس لدى روسيا مصلحة في الضغط على إيران شريكتها في سوريا، و شريكتها في “مجموعة آستانا” حول الحل في سوريا، من أجل أي طرف ثالث. و لو كان هذا الطرف لبنان الذي ينازع سياسياً و اقتصادياً و اجتماعياً. و لدى موسكو و طهران تقاطع مصالح في سوريا و هذا المبدأ يفوق الإهتمام الفعلي بلبنان لا بل إنه يشكل أولوية روسية.

حتى ان بين موسكو و إيران مصالح مشتركة ليس فقط في سوريا بل أيضاً في العراق. و الحسابات الروسية هذه تعلو فوق أي ضغط يمكن أن تلجأ إليه القيادة الروسية من أجل أي كان.

وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف يقول للروس أنه ضد أن يحصل جبران باسيل على الثلث المعطل، لكنه لا يستطيع الضغط عليه لأنه حليف. إذا كان هناك دور للروس، يجب أن يكون بنّاءً و إيجابياً لا أن يكون فقط ناقلاً للرسائل. و الروس يمكنهم إذا أرادوا إيجاد وسائل ضغط كافية لتغيير موقف حلفاء إيران في لبنان.

و تنظر روسيا الى لبنان انطلاقاً من الوضع في سوريا بحسب الأوساط. إذ ما يخيف الروس هو حصول انهيار اقتصادي في لبنان يؤدي إلى انهيار أمني يؤثر على الوضع في سوريا و على الوجود الروسي و النفوذ في الشرق الأوسط. همهم الأساسي مصلحتهم في سوريا كنقطة نفوذ لهم، و هذا أولوية لديهم يسبق اهتمامهم بعدم سقوط لبنان. و أشارت الأوساط، الى أن لدى الشعب السوري معاناة اقتصادية و اجتماعية كبيرة داخل سوريا. و لم تأبه أية جهة دولية لذلك و الشعب هناك يكاد يموت جوعاً من الغلاء و العوز و نقص الغذاء و الدواء و غير ذلك. الدول دائماً تأبه لمصالحها.

و التحرك الروسي المحدود حيال لبنان، تسابقه تحركات مصرية-إماراتية-فرنسية. و إن أحرزت هذه التحركات تقدماً جوهرياً في لحظة معينة يتم عندها تسهيل التشكيل.  و إن لم يحصل ذلك سيبقى شد الحبال قائماً. و تتحرك مصر بقوة عبر القنوات غير العلنية لعدم السماح بكسر الطائفة السنية في لبنان. و هذا ما يؤكده سفير مصر لدى دولة كبرى لـ”صوت بيروت انترناشونال”، فطالما أن إيران تدعم الشيعة الى ما لا نهاية، و ان دولاً عربية سحبت يدها من الملف اللبناني، فلا يجب على مصر أن تسمح بترك فراغ في الدعم بالتوازي مع عدم سماحها بدور تركي في مناطق لبنانية عدة. و هي أرادت لعب دور لملء الفراغ من بداية السعي لتشكيل حكومة و بسرعة.

لكن ما الذي تريده إيران بعد كل المحاولات معها لتسهيل التشكيل؟ تقول الأوساط، أنها تريد كل شيء. تريد نفوذاً و هيمنة عبر أدواتها في لبنان و سوريا و العراق و اليمن. و لكي تبقى أدواتها تمسك بالأوراق و الحلول. و إيران تحاول فرض حكومة مثل حكومة حسان دياب موالية لها مئة في المئة. و حتى مع هكذا حكومة لم تستطع إيران النجاح، لأن في لبنان توازنات سياسية و طائفية لا يجب الإستهانة بها، و ليس سهلاً لأية دولة أن تفرض سياساتها في لبنان، لأن الأمر يؤدي الى التعطيل في كل شيء.