الثلاثاء 13 ذو القعدة 1445 ﻫ - 21 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

زيارة بابا الفاتيكان للنجف.. اعادة احياء مرجعيتها مقابل شيعة "الحشد" وسلطة "قم "

تكتسب زيارة البابا فرنسيس الى العراق اهمية كبرى على عدة مستويات ابرزها السياسي الذي يتمثل باصرار رأس الكرسي الرسولي على الزيارة رغم المخاطر الامنية التي تستبيح الاجواء العراقية من المنطقة الخضراء الى محيط مطار العاصمة وصولا الى “قاعدة عين الاسد”اهم قاعدة اميركية في العراق في وقت يفصل عن وصول البابا ساعات معدودة الامر الذي يؤكد على اهمية اهداف الزيارة غير المعلنة .

بالطبع يرى احد المتابعين للشؤون العراقية ان الزيارة الاولى لاكبر مرجعية مسيحية كاثوليكية ستكون لها تداعيات متعددة لاسيما وانها تشهد نزاعات دامية ودموية وتعدد المرجعيات وتوجهاتها اضافة الى التدخل الايراني المباشر في الساحة العراقية من خلال بعض الشخصيات الموالية لايران اضافة الى الذراع العسكري الابرز “الحشد الشعبي” الذي تصب سياسته “القمعية” في مصلحة التوجهات الايرانية .

ويضيف المرجع على الرغم من نفي الكرسي الرسولي لهذه الرؤية فالحدث يفرض نفسه من خلال قراءة برنامج الزيارة والمحطات التي سيتم استضافته فيها ابرزها زيارة المرجعية الاولى في العراق آية الله السيستاني ومنطقة اور التي لها رمزيتها وحلم بابوي في السير على طريق القديس بولس الذي انطلق من الشرق وكانت “اور” المحطة الاساسية ومنها اتجه الى القسطنطينية وصولا الى روما .

ولعل “تغريدة” البابا الاخيرة قبل مغادرته الفاتيكان “حين قال “غدا ساتوجه الى العراق في رحلة حج لمدة 3 ايام . لقد كنت ارغب منذ فترة طويلة في لقاء هذا الشعب الذي عانى كثيراَ . أسألكم ان ترافقوا هذه الزيارة الرسولية بالصلاة لكي تتم بأفضل طريقة ممكنة”.

وبالطبع تكتسب قرقوش او “القوش” ونينوى والموصل التي شهدت نزوحاً وتهجيراً للمسيحيين على مراحل متعدد وابرزها مع دخول “داعش” وهذا الامر ان دل على شيء فعلى اصرار الفاتيكان على حث المسيحيين على البقاء في ارضهم وتعزيز وجودهم العضوي في هذه المناطق وغيرها التي تضم معالم تاريخية لها عمق وصلة بالديانة المسيحية وهم ليسوا بضيوف عليها انما هم متجذرون في ارضها .

اما بالنسبة لاربيل فهي تنتظر هذه الزيارة بحماس كبير وقد امتلات شوارعها باليافطات المرحبة بالضيف الكبير الذي تشكل زيارته دعما كبيرا لسلطة الاقليم وهم الذين يريدون حماية ظهيرهم لاسبما من الاخوان المسلمين في تركيا الذين يشكلون عبئاَ على خاصرتهم اضافة الى تثبيت اللحمة بين مختلف مكونات الاقليم وتمتين الروابط مع السلطة المركزية في بغداد.

هذه الزيارة تتزامن مع احتدام المواقف المتبادلة بين ايران والولايات المتحدة التي اجمعت التسريبات على ان الضربة العسكرية الاميركية قادمة لا محالة بعد الاستفزازات العسكرية التي قامت بها ايران عبر اداوتها في العراق كوسيلة ضغط للعودة الى الاتفاق النووي الذي خرج منه الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب , الا ان الحسابات الايرانية التي تراهن على ليونة الرئيس جو بايدن لم تتطابق مع “بيادر” الادارة الاميركية التي لا تتغير استراتجيتها بشكل جذري وهو ما ظهر جلياَ من خلال الضربة العسكرية التي قامت بها عند الحدود العراقية السورية في 25 من الشهر .