الخميس 18 رمضان 1445 ﻫ - 28 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

طبخة الرئاسة على نار هادئة.. والأيام المقبلة مفصلية

اقفل الأسبوع الماضي على سلسلة لقاءات بارزة اجراها السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، والتي استأثرت على اهتمام سياسي لافت، لا سيما انها أتت بعد عودته من الرياض وبالتزامن مع الغموض الذي يلف المسار الرئاسي، والتفسيرات المتعددة حول مواقف السفير البخاري وبالتالي بلاده.

مصادر سياسية بارزة مطلعة على جولة السفير السعودي اكدت “لصوت بيروت انترناشونال” ان البخاري لم يحمل في جعبته اي جديد، سوى تأكيد بلاده على ثوابتها من مواصفات الرئيس المقبل، والتي باتت معروفة وواضحة وهي كررتها في اكثر من مناسبة، وأشارت الى ان المملكة لا تريد لا من قريب ولا من بعيد الدخول ببازار الأسماء والذي تعتبره شأن لبناني داخلي، ولكن هذا لا يعني حسب المصادر عدم اكتراثها لهذا الملف، بل بالعكس سيبقى في صلب اهتمامها من خلال استمرارها في حث الأطراف للقيام بهذا الاستحقاق في اسرع وقت ممكن، والدليل هو تشديد السفير السعودي على ان الأولوية هي لانتخاب الرئيس واللبنانيون امام مسؤولية تاريخية لانتخابه، والمملكة لا ترضى الفراغ الذي يخرب لبنان.

واستغربت المصادر، تفسير كل فريق حصيلة جولة البخاري كما يحلو له، بحيث اعتبر فريق الممانعة ان هناك ليونة وإيجابية في الموقف السعودي، وتأييدا ضمنيا لانتخاب فرنجية وهو يسير بتدرج واضح باتجاه تأمين المناخات للتسوية عليه لاحقا، بينما رات مصادر المعارضة بموقف المملكة بانه يعارض حتما وصول رئيس تيار “المردة”، وهذا الامر هو محور خلاف بينها وبين فرنسا، كما ان المملكة براي هذه المصادر لا يمكن ان تقبل بتجاوز راي الكتل السياسية والنواب الرافضين لوصول فرنجية.

وتلفت المصادر الى الانزعاج الواضح الذي ابداه السفير السعودي حيال المماطلة في التوافق الداخلي على انتخاب رئيس، وبالتالي الارتدادات السلبية على الأوضاع الداخلية، خصوصا ان بلاده شددت منذ البداية على ضرورة الإسراع في انجاز الاستحقاق الرئاسي، وتشكيل حكومة في اسرع وقت للبدء في تطبيق رُزمة الإصلاحات الاقتصادية والمالية المطلوبة دوليا.

المصادر اشارت الى ان السفير البخاري سمع من قادة المعارضة الذين التقاهم انزعاجهم من الموقف الفرنسي تجاه تبنيها ترشيح فرنجية، واعتبرت المصادر ان المدخل لتراجع “حزب الله” عن دعم فرنجية، هو ان يتراجع الجانب الفرنسي عن تمسكه بترشيح رئيس تيار “المردة” لا نه في حال تبدل الموقف الفرنسي قد تنقلب الصورة لصالح شخصية أخرى.

وتلفت المصادر السياسية أيضا الى أهمية حركة السفيرة الأميركية دورثي شيا باتجاه عدد من المسؤولين اللبنانيين ، والتي أتت بالتزامن مع جولة البخاري، وبعد موقف الخارجية الأميركية الأخير من ملف الاستحقاق الرئاسي ، مما يؤكد ان الولايات المتحدة لن تقبل بان تكون بعيدة عن مسار التطورات الداخلية اللبنانية، لذلك لن تبقى خارج التسوية بل سيكون لها مشاركة أساسية في ملف الاستحقاق الرئاسي.

من هنا، تعول المصادر على نتائج الاتصالات واللقاءات لانضاج الطبخة الرئاسية التي لا تزال على نار هادئة بانتظار وضوح الصورة الرئاسية في الأيام المقبلة.

من ناحيتها، تؤكد مصادر “القوات اللبنانية” “لصوت بيروت انترناشونال” من ان ميزان القوى الداخلي يمنع وصول مرشح المعارضة ويمنع وصول مرشح الممانعة، مشيرة الى ان “حزب الله” يعتمد على “تكتيك” الشغور الرئاسي بانتظار ان تتراجع المعارضة والتي ليست بصدد ذلك، وستبقى على موقفها من رفضها السير برئيس من فريق الممانعة الذي اثبت فشله في إدارة الدولة ، رغم ذلك فهو لا يزال يصر على الاستمرار بالسيطرة على موقع رئاسة الجمهورية لإبقاء البلد بوضعه الحالي.

المصادر تؤكد ان لا امل لفرنجية بالوصول الى رئاسة الجمهورية، وتعتبر ان إصرار “الثنائي الشيعي” على التمسك بمرشحه الذي تراه خارج المواصفات المطلوبة للمرحلة الراهنة، سيُبقي لبنان في الظلمة”.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال