السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

طموحات الشعب اللبناني أبعد من "البرغل والطحين"

يطمئن امين عام حزب الله حسن نصر الله اللبنانيين انهم لن يموتوا جوعاً وانه سيبقى لديهم بعض ما يأكلونه من حبوب القمح وطحين وبعض السلع الأساسية لاستمرار الإنسان وعدم موته.

وفعلاً كل ما نظرنا من حولنا نجد كل العائلات اللبنانية تسعى لتكديس المواد الغذائية الأساسية في منازلها خوفاً من “الجوع” المحدق في البلاد، في ظل انحلال تام للدولة ومؤسساتها التي لم تعد قادرة على تأمين الحد الأدنى من الامن الغذائي للشعب وكأن لبنان بات الى جانب الدول الافريقية الفقيرة والتي يموت اطفالها جوعاً وكبارها مرضاً وشبابها يتحولون الى عصابات سرقة ونشل.

ويسأل الكثيرون لماذا وصلنا الى هنا؟ وهل يستحق الدفاع عن إيران وسلاح حزب الله هذا المصير لشعب بأكمله؟ وهل يحق لحسن نصر الله ان يرهن مستقبل الشعب اللبناني بمصير مفاعلات إيران النووية؟

ليس طموح الشعب اللبناني البحث عن طحين وبرغل ومواد غذائية، هذا الشعب العظيم لديه أحلام وطموحات أكبر بكثير لا يحق لأي كان خنقها وقتلها.

الشباب اللبناني المتعلم والمثقف يسعى لآفاق لا حدود لها، وهذا حق لا يجب ان يساوم عليه، فكل شاب وصبية لديها حلم بوظيفة تناسبها وترضي طموحاتها وهناك طموحات بالترقية والتقدم كما هناك شباب واعد كان يعمل على تأسيس شركته الخاصة وتطويرها والتوسع بها عربياً ودولياً.

ولطالما كان الشباب اللبناني طواقاً للسفر والاستكشاف والمعرفة والفرح والسهر والرقص والغناء، فكل ذلك جزء من ثقافتنا وحبنا للحياة والفرح.

فمن أين أتى هؤلاء؟ بفكرهم الظلامي الذي تارة يريد منع “المايوه” وتارة أخرى تزعجه أغاني فيروز، وحين آخر يعترض على وجود محالات كحول واندية ليلية.

لماذا وقع اللبنانيون بين كماشة الاستبداد التي تحرم الكفاءات من حقوقهم الوظيفية لتعيين الازلام والمرتزقة، وبين تيار ديني متطرف لا يشبه ماضيهم ولا مستقبلهم.

ماذا نقول لشاب او صبية تخرجوا هذا العام من اختصاصاتهم ولا يجدون مكان للتدريب كون طموح إيجاد وظيفة بات محصوراً بيد قلة تحكم مصير البلاد، وهل ترك للبنان أصدقاء دوليين لاستقبلهم وتأمين ما حرموا منه في لبنان؟

أي جحيم يعيشه اللبنانيون، في الداخل حزب يتخذ منهم رهائن ليحارب دول العالم، والخارج لم يعد يقتنع بمساعدتهم بسبب طبقة سياسية سرقة مقدرات الدولة وأموال المساعدات الآتية من الخارج وباتت بنظرهم مساعدة الشعب اللبناني وسيلة غير مباشرة لتسليم تلك المساعدات لحزب الله.

الشعب اللبناني لا يريد شيئاً من حزب الله، سوى فك اسره، فليس تحويل لبنان الى قاعدة عسكرية إيرانية أي إيجابية للبنان ولشعبه، وإذا كان نصر الله يريد حماية الصواريخ البالستية و النووية الإيرانية ليذهب الى قم وبوشهر، وليقم بواجبه “الجهادي” والديني كما يحلوا له، فالشعب اللبناني لا يريد ان يبقى في “عهد الذل” والقهر، يصطف بالطابور اما فرن الخبز ومحطة الوقود والصيدلية.